... القادم 💐

 الكاتب_ الشاعر أ.  معن حمد عريج

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

 ( قصة قصيرة )

《القادم من غابات التّيه》

وحيدا في غابات التّيه 

يتخبّط.

.....قلبه الأبيض 

 يخفق خوفا من المجهول 

 مع كل تلفتٍ يمينا أو شمالا هالة من الرّعب

 العودة إلى الوراء  مُستحيلة 

 والسير إلى الأمام محفوف بالمخاطر

 والوقوف بنفس المكان استسلام للموت......

 

 هكذا أخبرنا القادم من غابات التّيه.....

 وذات يوم وبعد أن مشى أياما وليالي  لم يذكر عددها

 اشتدّ عليه التعب والعطش والجّوع

 وشعر بأنها النّهاية 

 نهاية عمر قضاه بالتّعب والهمّ والخوف 

نظر إلى السماء بعينين دامعتين  وبينما هو مُناجيا ربّه  يسأله الفرج غفتْ عيناه  ليحلم بوقوفه تحت شلال من الماء الأبيض له عطر يشبه رائحة الزيتون  

 لبث تحت الماء قليلا ثم خرج ليرى  نفسه يسير   بطريق يبدأ من الأرض وينتهي بالسماء

   وما أن ارتفع قليلا حتى صحا من نومه ليجد طائرا  كبيرا أبيض اللّون  يقف بجواره 

 ربط الحلم بالحقيقة 

 فأدرك أن الله أراد له مخرجا  وكتب له بعد الضيق فرجا

 ركب الطائر  مُحلقا في السماء حتّى حطّ به على جزيرة 

 اسمها أرض السلام 

  لأهلها دين اسمه 

  (دين  الحب)

    لا فقير بينهم   لا خائف لا جائع الكل سواسية  ولما سأل عن رئيسهم قالوا رئيسنا هو ضميرنا الحي وقلبنا الأبيض وإيماننا بأن الإنسان أخو الإنسان 

 والدّنيا دار شقاء

 والآخرة دار بقاء

   نُطهّر أنفسنا بطيب أعمالنا لتسهل عملية انتقالنا  ويطيب مقامنا   في حياة وعد الله بها المؤمنين الصالحين الأتقياء الطاهرين

 فقال   هل تقبلونني بينكم

 قالوا   أهلا وسهلا بك أخا عزيزا   لك ما لنا وعليك ما علينا 

   ذنبك على جنبك 

 وحسابك على ربك 

 فكُن كما أراد الله لك

  أن تكون......

 حياتك رحلة قصيرة 

  لها أول ولها آخر

    ترحل عنها 

   مثلما أتيتها 

 خاليا من كل شيء

 إلّا عملك 

 فهو لك وعليه تُحاسب 

 فتفكر  وتدبر 

 واعلم بأن نهاية العلم و التعليم 

 الرّضى والتسليم 

 يتبعها صدق اللّسان 

  وحفظ الإخوان

  فسبحان الله الذي بيده ملكوت كل شيء   وهو السّميع البصير 

 له المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير  .

 بقلمي معن حمد عريج