.. مرارة المشهد🌻

 


الكاتب_ الشاعر أ. فريد سلمان الصفدي

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

مرارة المشهد

وفي ذاتِ مساءٍ كانَ القَمَرُ مُحاقاً واللَيلُ مُبكِرٌ في القُدومِ، أعتَدتُ السَهرَ وحيداً أُشاهِدُ بَعضَ مَقاطِعِ الذِّكرَياتِ الأشَّدُ بُلوغَةً من شُرفَةِ خَيالي، لَحظَةُ ألَمٍ لغَيمَةٍ ثَقيلَةِ المَشهَدِ مرَّت على سَريرَتي أمطَرَتْ رَشَفاتُ الرّوحِ بآهاتِ الوداعِ، طِفلٌ ضَعيفٌ لمْ أتجاوزُ السادِسَةَ من العُمرِ، أتَّكِئُ على جَرَّةِ ماءٍ بجانِبِ بابِ خَشَبٍ قَديم لِغُرفَةٍ مِن حَجَرِ البازِلتِ المُليَسُ بطينَةِ البنتونايتِ المَجبولِ بالكِلسِ الأبيض، أُشاهِدُ بصَمتٍ عَظَمَةِ المَشهَدِ لنِهايَةِ أُمّي الَّتي فارَقتِ الحياةَ، صَرَخَ الطِفلُ بداخِلي باكياً، حِمَمٌ تَفَجَّرت فَقَد كُتِبَ الفِراقُ وما مِن لِقاءٍ ولا مِن عِناقٍ، فَقَدتُ الطَمأنينَةَ بَعدَما كُنتُ أنشُدُ الحَنان، وفي مُحيطِ المَجهولِ أغرَقَتْ دُموعُ الحُزنِ طَوّافَةَ فَرَحِي وبَقيتُ للآنَ مُتَعلِقاً بطَرَفِ عباءةِ الذِّكرى وتِلكَ الصّورةُ المَوشوحَةُ بعُمرِ السنين.

بقلمي ــ فريد سلمان محمود الصفدي

ألأردن ــ الزّرقاء ــ الأزرق الشمالي

30 ــ 9 ــ 2023م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻