... في بيتي🌻
الكاتب_ الشاعر أ. عبد الله العزالي
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
*** في بيتى مرآة مزيفة ***
..... ===== .....
في بيتي مرآة مزيفة إن نظرت إليها بدون قصد لا تقول الحق
ففي مرة نظرت إليها على غير عادتي فتعجبت مما رأيته معكوساً على سطحها
فقد رأيت وجها عمره ألف عام
فانزعجت
ومرة رأيت وجه طفل مبتسما
فلم أتعرف عليه من دهشتي
وبعدها أصاب العقل جنون سؤال
يتردد
كيف لي ألا أرى في مرآتي وجهي أنا؟
كيف أرى فيها نفسي خافي الوجه متبدلا
وبعد حين عدت إليها متسائلا
أين وجهي الذي ظننت طول العمر أني أحمله؟
وأعود وأسأل من جديد لحيرتي
أ تلك قسمات وجعي؟
أم قسمات كانت لي يوم بهجتي ؟
فمن أنا وأين ذهبت ومن أين أتى هذا الوجه؟
أصرت غريبا عني فلا أعرف من أنا
إذا نظرت في مرآتي على حين غفلة
أ تلك قسماتي أم هي وهم سكن الخيال عندي
فعكست المرآة وهمي أنا ؟
أم هي مرآة مزيفة تأتي بخيال لا واقع له لتقول لي هذا أنت بعد مرور سنين عُمر عشته في الوهم وكنت تظنه عمر السعادة لك ؟
وفي مرة وقفت أتأمل ذاتي وأعيد على نفسي ذكرياتي
فرأيتها تلك البسمة المتألقة التي
كنت أظنها عمري كله
فتشبثت بتلك اللحظة وقلت لها
ها أنا ذاك الشخص يا مرآتي
فكيف لك ألا تعرفي ذاك الوجه البشوش من حياتي
فتبسمت وتعجبت مرآتي مما أقوله
وقالت لي أ لذكرى بالخاطر مرت في لحظة ظننت أنك أنت هذا البشوش المتبسم
لا لا لاتبتسم للمحة مرت بالخاطر تذكرك بما كان يجب أن يكون عليه حالك
فقلت لها لا تتفلسفي وقولى لي
هل هذا أنا قبل أو بعد ألف عام
أم هذا أنا منذ بضع يوم
يوم كانت تغمرني فيه الحياة بالأمان والحنان ولا أريد أن أغادر تلك اللحظة التي هي سعادة العمر وجنون الشوق
ثم تركتها وخلوت بنفسي متسائلا
ماهذا الأمر العجيب الذي أحيا فيه
بالأمس كان عمري عشرين فقط
واليوم تخطيت الألف
لا يامرآتي لست أنا صاحب تلك الصورة
لا لست أنا
فأنا لست انعكاس الظلام على سطحك
بل أنا النور القادم ليمحو سواد الليل من أركان جوانبك
قادم لأجعل العمر مشرق بجمال بسمتي
ولتعلمِي أنني لن أنظر إليك ثانية
أيتها الخادعة
ولن أنظر لشهادات مزيفة تقال أنها شهادات ميلاد نحسب بها عدد أيام عمرنا
من اليوم سأحسب عمري من جديد بدءًا بلحظتي وأمنح لنفسي سعادة الأيام كلها
وها أنا أقولها لا لن أرضخ لأوهام مرآة مزيفة تقول لقد نفد مني العمر
ولم يصبح لي من السعادة رصيد
باقيا أحيا به عمري أنا
------------------------------
عبدالله العزالى .
تعليقات
إرسال تعليق