.. لا ادري🌻



 الكاتب_  أ.د. لطفي منصور

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

 أ. د. لطفي منصور

قِصَّةٌ قَصيرَة:

لا أَدْرِي!

أَمَلَكٌ تَدَلَّى إلَيَّ مِنَ السَّماءِ فَأَبْهَرَنِي

أَمْ حُورِيَّةٌ مِنْ جِنانِ النَّعِيمِ هَبَطَتْ أَمامِي فَطارَ عَقْلِي!

لا أَدْرِي!

عُيُونٌ بِخُضْرَةِ الرَّبِيعِ ، وَأَحْداقٌ غَطَّتْ عُيُونَ بَقّرِ الْوَحْشِ، جِيدٌ تَخْجَلُ مِنْهُ أَجْيادُ الْمَها، وَقَوامٌ أَيْنَ مِنْهْ اَغْصانُ الْبانِ ، وَوَجْهٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِداءَها عَلَيْهِ، ثُمَّ اخْتَفَتْ خَجَلًا وَحَياءً.

تَقَدَّمَتْ إلَيَّ كَجَرْيِ الْحَجَلَةِ بِرَزانَةٍ وَوَقارٍ وَثِقَةٍ بارِزَةٍ.

وَقَفَ شَعْرُ رأْسِي وَأَخَذْتُ أَتَلَفَّتُ حَوْلِي وَوَرائِي عَلَّها تَطْلُبُ شَخْصًا آخَرَ، فَالْمَقْهَى يَعِجُّ بِالزُّوّارِ، وَعَبَقُ الْقَهْوَةِ السَّوْداءِ عَطَّرَ الْمَكانَ.

- السَّلامُ عَلَيْكَ أُسْتاذ … وَنَطَقَتْ بِاسْمِي، لَمْ يَبْقَ عِنْدِي شَكٌّ أَنِّي أَنا الْمَطْلُوبُ.

- عَعَلَيْكِ السّسَّلامُ أَجَبْتُ بِشَيْءٍ مِنَ التَّلَعْثُمِ وَالِارْتِباكِ.

- هَلْ تَسْمَحُ لِي أَنْ أَجْلِسَ بِجِوارِكَ؟

- عَلى الرُّحْبِ وَالسَّعَةِ. نَطَقْتُها بِهُدُوءِ الْواثِقِ مِنْ نَفْسِهِ بَعْدَ أَنْ شَدَدْتُ مِنْ أزْرِي.

رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إلى تِلْكُمُ الْعَيْنَيْنِ فَكَأَني رِأَيْتُ مِصْباحَيْ يَدٍ مُشٌعَلانِ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ إثْباتَ عَيْنَيَّ، وَرَدَّدْتُ في نَفْسِي قَوْلَهُ تَعالَى (فَخَلَقَ فَسَوَّى)

- أَعْرِفُكَ اُسْتاذي وَأَنْتَ لا تَعْرِفُنِي أنا أَقْرَأُ مَنْشوراتِكَ بِشَغَفٍ كَبيرٍ، باسمٍ مُسْتَعارٍ، وَأُحِبُّ إبْقاءَ اسْمِي الْمُسْتَعارِ.

- هَذا شَأْنُكِ وَكَما تُرِيدِينَ.

- لَكِنِّي سَأُعَرِّفُكَ بِنَفْسِي. أَنا فُلانَةُ أَصْلِي شَرْكَسِيَّةٌ مِنْ سُكّانِ حَيْفا، تَعَرَّفْتُ عَلَيْكَ مِنْ صَديقَةٍ لِي شَرْكَسِيَّةٍ ٍأَيْضًا كانَتْ طالِبَةًً لَكَ، حَدَّثَتْني عَنْكَ كثِيرًا وَعَنْ دُروسِكَ الرّائِعَةِ، وَثَبَتَ ذَلِكَ لِي مِنْ قِراءَتي لِكِتاباتِكَ، وَاقْتَنَيْتُ بَعْضًا مِنٍ كُتُبِكَ، وَأَصْبَحْتُ أَعْشَقُ الْأَدَبَ الْقَدِيمَ شِعْرَهُ وَنَثْرَهُ، بَلاغَتَهُ وَفَصاحَتَهُ، أَذْهَلَتْنِي الْمَقاماتُ، وَشِعْرُ الْمُعَلَّقاتِ، وَأَدَبُ الْعُصُورِ الْعَبّاسِيَّةِ.

- الْآنَ عَرَفْتُ ذائِقَتَكِ الْأَدَبِيَّةَ الرّائِعَةَ، لَكِنْ لا تَنْسَيِ الْأَدَبَ الْحَدِيثَ بِأَلْوانِهِ الْمُتَعَدِّدَةِ، وَخاصَّةً الْقِصَّةَ وَالرِّوايَةَ، والِاكْلاسيكٍيَّةَ الْجَديدَةَ، وَمَدْرَسَةَ الدِّيوانِ وَأَبولُّو الرُّومانسيَّةَ، والشِّّعْرَ الْحَدِيثَ. فَاجمَعي الْقَديمَ وَالْحَدِيثَ مَعًا.

- أَجَلْ أُسْتاذي هذا هُوَ مَنْهَجِي، وَسَأَصِلُ إلى الْحَدِيثِ مِنَ الْقَدِيمِ.

جِئْتُ إلَيْكَ أُسْتاذي أَطْلُبُ مُساعَدَتَكَ.

- تَفَضَّلِي يا ابْنَتِي سَأَعْمَلُ ما وَسِعَنِي الْأَمْرُ وَالزَّمَنُ.

- أَعْرِفُ أَرْيَحِيَّتَكَ في مُساعَدَةِ الْآخَرينَ، وَهذا ما شَجَّعَنِي إلى الْحُضُورِ إلَيْكَ.

أنا طالِبَةٌ لِمَرْحَلَةِ الدُّكْتُوراةِ في جامِعَةِ حَيْفا أَبْحَثُ عَنْ مُرْشِدٍ لِمَوْضُوعٍ في الْأَدَبِ الْقَدِيمِ، وَقَدْ وَجَّهَنِي إلَيْكَ بَعْضُ مَعارِفِكَ في الْجامِعَةِ لِتُرْشِدَنِي إلى مَوْضوعٍ لِأُطْروحَةِ الدُّكْتوراة.

- بِكُلِّ سُرورٍ وَقَعْتِ في الْمَكانِ الصَّحيحِ، عندي عَشَراتِ الْمَخْطوطاتِ لَمْ تُحَقَّقْ. والتَّحْقِيقُ عَمَلٌ مُضْنٍ ، ويَحْتاجُ إلى وَقْتٍ طَوِيل وَصَبْرٍ شَديدِ، وَإرادَةٍ تُفَتِّتُ الصَّخُرَ.

لَكِنْ عِنْدِي مَوْضُوعٌ يَلِيقُ بِكِ.

- ما هُوَ أُستاذ؟

- مّوْضوعٌ لَمْ يُبْحَثْ هُوَ:

"الْأَدَبُ الْعَرَبيِ في الْعَصْرِ الْعُثْماني مِنْ خِلال الْأَديبِ عبد الْحَيّ بن عليّ الطّالُوي"

وَهذه قائِمَةٌ تَشْمَلُ كُتُبَهِ الَّتي حَقَّقْتُها.

- هذا الموضوعُ يَحْتاجُ إلى لقاءات على الزُّوم لِإكْمالِ التَّصَوُّرِ الْبَحْثي.

- شُكْرًا جَزِيلًا أُسْتاذي هذا رَقْمُ هاتفي، وَاعْطِني مِنْ فَضْلِكَ رَقْمِكَ لَكَي نُنَظِّمِ اللِّقاءاتِ.

- الْحَقيقَةُ أَنَّ الْعالَمَ صَغِيرٌ مَهْمَا اتَّسَعَ. وَعُنْصُرُ الْمُفاجَأَةِ يُلاحِقُنا دُونَ أَنْ نَدْرِي أَوْ نَتَوَقَّعَ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻