.... حلم جائر🌻
الكاتب_ الشاعر أ. تيسير البسيطة
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
حلم جائر
============
حكمَ الزمانُ بأن أكونَ قتيلا
في مهنةٍ تدعُ الصحيحَ عليلا
كم كنتُ أحلمُ أن أكونَ معلّماً
يبني وينشئُ للحضارةِ جيلا
ويصوغُ من كُتَلِ الحروفِ معالماً
ويضيءُ في دربِ الهدى قنديلا
ويظلُّ رمزاً للعلا في موطنٍ
جعلَ المعلمَ في العبادِ رسولا
ومضيتُ أسعى نحوَ حلميَ جاهداً
ولأجلِ حلمي قد سهرتُ طويلا
حتى تحقَّقَ لي المرادُ وليتني
ما نلتُ من هذا المُرادِ فتيلا
فمصيبةُ التعليمِ سطوةُ جاهلٍ
وتعالُمٌ جعلَ الضَّياعَ دليلا
لا شيءَ يُبنى فالخرابُ مسيطِرٌ
ومناهجٌ لا تعرفُ التأويلا
أمَّا المعلِّمُ فالتعاسةُ حظُّهُ
والكلُّ يسعى كي يراهُ ذليلا
والمالُ والجُهَّالُ تنسفُ عمرَهُ
وغباءُ قومٍ أدمنوا التطبيلا
قد كنتُ أزعمُ أننا خيرُ الورى
وبأننا لا نعرف التجهيلا
وبأننا الساداتُ يؤخَذُ رأيُنا
ومراجعٌ تهدي العبادَ سبيلا
والطبُّ معترفٌ بنا فيمن بَنى
ماكنتُ أدري أن أكونَ خذولا
وصحوتُ من حلمٍ مللتُ كفاحَهُ
وغدوتُ في عصرِ الكرامِ ملولا
كلُّ الجهادِ أحالني متسوِّلاً
أرضى بِقُوتي لو أراهُ قليلا
وتحكُّمُ الجهلاءِ فيَّ وحربُهم
والجوعُ أنهكني فصرتُ كسولا
سيُقالُ: قد بالغتَ ، نحنُ نُجِلُّكُم
ونصونُكم ونبثُّكم تبجيلا
لكن ردّي في رثاثةِ ملبسي
وشحوبِ وجهي يرسمُ التخذيلا
وتهالكي فوقَ الدفاترِ ما أرى
فيها مفيداً أحتسي المنديلا
هذا زمانُ الجاهلينَ فهل ترى
قدرَ المعلّمِ بيننا مأمولا؟
إن المعلمَ صادقٌ ومكافحٌ
وأبٌ أراهُ مع الورى مخذولا
لكنَّ هذا لا يغيِّرُ واقعاً
( كادَ المعلمُ..) ثمَّ قمتُ هزيلا
==========
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
تعليقات
إرسال تعليق