الأستاذ.. عبدلي فتيحة.. يكتب...يا انت....يا أقوى البشر.
يا انت....يا أقوى البشر
يا دهرُ مـــــــــهلاً إنَّنِي
غيمٌ من الحزنِ انهمَر
يهوِي بذي أشجانِــــهِ
للتُربِ أغرقَ و الحجَــرْ
لا زال يســــألُ نفسَهُ
أسَفَـــــــاً بوعثاءِ الكِبرْ
كيف انحنتْ مرساتُهُ؟
أيّانَ أثقلـــــــهُ الضَّرر؟
لا زالَ وهجُ بريقِـــــــهِ
صُبحاً يُطالِعُــــهُ البشرْ
لا زالَ يذكرُ أنَّــــــــــهُ
يومًا تسامى للقمــــــرْ
و اليومَ كُلِّي غُربَــــــةٌ
موؤُدةٌ أحلى الصُـــور
أَسفاً كأطلالٍ عفَـــــــتْ
إذ غابَ عنها من حضرْ
حرفَي يترجمُ عــــلَّتي
كإنِ القواعدَ قــد كسرْ
و النَّاسُ عـنّي غادروا
و السيلُ فيهم قد عبَرْ
و طوى كتابَ حكايتي
بينَ الفهارِس فاستترْ
صرتُ خريفًا مُطلقَــاً
لاوردَ في دامي الشَّجر
إنِّي شتاءٌ قـــــارِصٌ
والأفقُ يخلو من مطر
وكأنَّ شهري واحـــــدٌ
حيثُ الشهورَ اثنا عشر
أو أنَّهُ الزمـــــــنُ الَّذي
قد أمعنتْ فيهِ الحُفر
و السيفُ فيه عقاربٌ
لاحت على وجه الخطرْ
أسلمتُ روحي للذي
مافيهِ ينجابُ الـــحذر
حتمًا تمرُّ بصـــــورتي
و ترى بوجهٍ ماالخبر
خدِّي تشقَّقَ صحنُهُ
و القحطُ منهُ قد ضَجِرْ
أَتُرى مشيبكَ سائلٌ
يا انت يا أقوى البشر
ماذا سيكتبُ في غدٍ
حبرٌ على البؤس سطر
لا دارَ تبنِي غيرمَا
دارٌ بنينا في الصِّغر
فازرع بها حقلَ الندى
تجنيهِ عذباً في الكِبر
عبدلي فتيحة
تعليقات
إرسال تعليق