....عمارة باب القلب🌻
الكاتب_ ياسر الفحل
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
قصة قصيرة بعنوان
(عمارة باب القلب )
بقلم ياسر ابراهيم الفحل
*********************
في يوم مشرق تلقى باهي خبرا سعيدا بتفوقه في السنة النهائية في كلية الهندسة .كم هو يعشق دراسته . يجلس بجوار نهر بلدته وقريته المبنية بالطراز البدائى من طين النيل . ويزين البيوت النباتات الصغيرات والورود الزاهية بألوانها التي تزين حديقة البيت وأشجار النخيل الباسقات وألوان البيت التي تكسوها زهرة النيل لتضيف جمالا إلى جمال أهلها الطيبين.
فرح باهي فرحا شديدا بانتهاء المرحلة الدراسية على خير وفرح قلب والده الذي طالما حلم بيوم أن يصبح فيها باشمهندس أد الدنيا كما كان يقول دائما. كم كان باهي يتمنى أن يكون أبيه معه في هذه الفرحة لينظر بعينه تحقيق أمانيه ويفرح بفلذة كبده وتفوقه في دراسته وتحقيق حلمه. ولكنه الموت الذي لا يسعف أحدا. تذكر باهي والده في هذه اللحظة لحظة الفرح ووقف أمام صورته والدموع في عينيه مخاطبا صورة والده وكأنه أمامه قائلا . اليوم ياوالدي شعرت أنني سعيد بتحقيق أمنياتك ولكنك لست معي . ثم أشار عليه بشهادته وخطاب استلامه العمل في القاهرة في إحدى الشركات الكبيرة ليعمل بها . هنا شعر بدفء قلبه وفرح يسري من قلب والده إلى قلبه وكأنه يربط على قلبه فرحا بما تحقق.
ثم قام باهي ليقبل صورة والده ويمسح دموع الفرح والحزن على فراق أبيه . وجهز حقائب السفر بعدما جلس مع أخواته وفرح أسرته باحتفالهم به وبفرحهم بنجاحه وبتخرجه وحصوله على عمله في القاهرة .
الأم تقبل جبين ابنها باهي وعيونها تملؤها السعادة . وقلبها يطير فرحا به . ولكنها تخفى عنه دموع عينيها حتى لا تعكر صفو فرحته . لفراقه وسفره بعيدا عنها وعدم تواجد والده ليشاركهم هذه الفرحة.
ودع باهي الجميع وركب القطار متوجها إلى القاهرة وعندما وصل إلى مكان عمله في وسط القاهرة أعطاه عمله شقة في عمارة تبعد عن عمله مسافة ليست بالبعيدة وعندما أكمل عمله ذهب إلى سكنه سائرا على قدميه وكأنه يتفحص مباني القاهرة مبهورا بالمباني الشاهقة وروعة الطراز وهو يسير في الطريق وعيناه متعلقة بلون العمارات بهرته جمال مبانيها إذا هو يصطدم بفتاة كأنها القمر في ليلة صافية. خجل من نفسه أن وقعت عيناه في عينيها ظل يعتذر لها حتى فارق الشارع وهي تبتسم تبسم البلسم الذي داوى جراحه سار حتى اقترب من عمارته التي يسكن بها ثم صعد إلى شقته التي خصصتها له الشركة وبدأ يرتب حاجاته في مكانها . وأخذ يجهز لنفسه طعام العشاء وكوبا من القهوة ساخنا وجلس في البلكونة متأملا وبجمال القمر الذى قابله في الشارع ثم رجع إلى نفسه وقال هي صدفة يمكن ألا تتكرر.
وقال لنفسه قم وجهز لعملك وأخذ ينهمك في عمله ورسوماته حتى وقت متأخر من الليل . وعندما أقبل الصباح صحا على صوت المنبه ليقفز بعدها ذاهبا إلى عمله وما أن وصل ركب المصعد ليصعد إلى الدور الثاني وهم بالخروج من باب المصعد إذا بنفس العيون التي وقعت في عينه هي هي التي قابلها من قبل إنها هي .
يقول في نفسه هي ذهبت إلى مكتب المدير ذهب مسرعا إليها وسأل السكرتيرة هناك فتاة أتت هنا أين ذهبت؟ قالت إنها ابنة المدير دخلت تسلم على أبيها . عرف أن اسمها غادة. انصرف إلى عمله وانهمك به . وما هي إلا لحظات حتى أتته السكرتيرة وقالت له المدير يطلبك .كان يطلب تصميما لعمارة يريد أن يبنيها لابنته التي تخرجت من كلية الطب. وعندما انتهى من التصميم حتى قدم على المدير وكانت غادة مازالت تجلس معه في مكتبه وما أن دخل باهي على المدير إذ غادة تقف مستغربة قائلة أنت هنا قال المدير أنت تعرفيه هنا حكت له الحكاية . هنا عاجلها باهي وقال آسف يا فندم وهنا قالت غادة لا. لا محصلش حاجة. وتبسمت نفس البسمة ونظرت بعينها نفس النظرة الساحرة . قال المدير فين التصاميم والرسومات يا باشمهندس. تلجلج وقال الرسومات الرسومات. أيوة الرسومات ها هي نظر إليها ونظرت إليه وفرحت بجمال تصميمها . وهنا قال له المدير نظرًا لجمال هذه الرسومات لابد من أن تتناول معنا الغذاء غد ًا . هنا بلا تردد وافق باهي وقال حاضر يافندم . وفرح فرحا شديدا بأن الصدفة اصبحت ميعادًا مع أرق العيون . وجهز نفسه لحضور الميعاد وعرف أن شقتهم وبابها هي المقابلة لباب شقته وفي نفس العمارة إنها عمارة باب القلب
تعليقات
إرسال تعليق