...قسمة و نصيب🌼
الكاتبة_ تهاني بركات
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
قسمة و نصيب.....
نلعب و نلهو ، نتكاسل و لا نأخذ بالأسباب ، نعاند و نكابر ، ثم نقول قسمة و نصيب ، و نعتب على الأقدار و ما فعلته الأيام بنا و نعض أصابع الندم ...
ثم ماذا يا صديقي ؟ هل حاولت مرة بعد مرة ؟ هل تحملت و خضت الصعاب و تذوقت مرارة الألم من أجل حلمك ؟ هل صليت و دعوت الله أن يبلغك أملك ؟ هل أخذت بالأسباب و توكلت على الله ؟ هل و هل و ألف هل ؟
متى نقول قسمة و نصيب ؟ متى نُرجع الأمور للأقدار ؟ أيُعقل أن نرمي بأنفسنا في يم الأيام و نحن لم نتعلم العوم فنغرق و نغرق و نقول هو القدر ؟ أَيُعقل أن نسافر في صحراء الدنيا القاحلة دون زاد و راحلة و إن هَلكنا و ابتلعتنا بحار رمالها الغادرة نلعن الأيام و نشكو قسوتها و نبكي أحوالنا و قلة حيلتنا و نُرجع الأمر للأقدار ؟
أإن مرضنا و أكلنا الإجهاد و التعب و تركنا أجسادنا فريسة ينهشها المرض و لم نلجأ للطب و الدواء ، أنقول هو القدر ؟!
و ذاك البائس الشاكي دوما مرارة المذاكرة و الدروس ، و صعوبة المناهج و الاختبارات ، و هو يقضي يومه لاه بجواله مع أصدقاء السوء دون هدف أو غاية ثم يجد نفسه راسبا فيبكي حسرة و يندب حظه ثم يُرجع الأمر إلى حظه التعيس و قدره غير المنصف ....
أما عن هذا العاشق البائس الذي فاق من غفلته ليجد مَن أحب زوجة لغيره فيلقي بنفسه في موج الحزن و التعاسة و يقول هي لم تكتب لي أو يُقدم على الانتحار ، مهلا يا صديقي ... ماذا فعلت من أجلها و من أجل حبك لها ؟ هل حاربت الظروف و تحديات الحياة و لم تستسلم ؟ هل واجهت الإنس و الجن من أجلها ثم لم تظفر بها لتقول لم تكتب لي ؟ أم استسلمت في أول الطريق و تركتها و أخذت تنوح كطائر كسير لا يملك جناحا للطيران و سلمت نفسك لبراثن الشيطان ؟ حتى ذاك الطائر المسكين أُجزم لك أنه حاول مرارا و تكرارا لكن جناحه خانه .
و هذا الزوج المسكين أسند رأسه للجدار و أخذ ينفخ دخانه في وجه زوجته و عياله و يردد جملته الشهيرة ( ما باليد حيلة ، العين بصيرة و اليد قصيرة ، هذا قدرنا ) و هو لم يحاول و لم يجدد نيته في البحث عن مصدر رزق ثانٍ و ثالث ، لم يعقلها ، و لم يتوكل على رازقه ، فما دخل قدره فيما هو فيه ؟.....
و آخرون كثر و أمثلة عديدة
أوجه لهم دوما سؤالي المرير ( هل أخذتم بالأسباب أحبتي قبل إلقاء التهم على القدر ؟ ) ......
تهاني بركات
تعليقات
إرسال تعليق