.....خوان🌻
الكاتب_ طلعت كنعان
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
خوان
هذا هو أول لقاء مع خوان الصغير جدا، عضلاته ضعيفة القوة، وخفيفة التوتر، وطرية.
عيناه صينية الشكل، ووجه مدور مع الأذن بأسفل الوجه.
أما يداه فقد كانت ثخينة، وبعلامات فارقة ،مع أصابع قصيرة وغليظة.
أجمل ما في شعاع عينيه وبريقها، لغة البراءة، والنظرات الصامتة، وتحريك العينين.
مترقبا ماذا سيحدث.
قالت أمه هادئة.
دكتور لقد شخصوه بمرض المنغولي down sindrom
نعم أعرف وهذا واضح من تقاطيع وجهه وملامحه.
فحص سريع وتبين أنه يعاني مشكلة حادة بالقلب
أيام قليلة كانت والدته هناك تحمل التقرير النهائي مع الصور القلبية.
فوجئت فعلا بحالته، أمام تجويف قلبي وحيد، يعني أن قلبه بشطر واحد.
هذا سبب لونه الأزرق وفقر الأكسجين المزمن.
مرت الأيام سريعا، خوان أصبح بالخامسة من العمر.
معجزة أن يعيش كل هذه السنوات.
كان صوته المتقطع يسمع من العيادة صاعدا الأدراج متعبا منهكا صارخا بصوته المخملي المبحوح أين الطبيب المجنون؟
طبعا هذا اللقب الذي أعطيته إياه منذ الصغر وبادلني التهمة بالتهمة ولم أنج من حضنه وقبله قطعا.
كانت ليلة هادئة إلا من بعض الحالات الطارئة، وعلى حين غرة تشتعل إنذارات الحالة الخطرة. وتتحول صالة الأطفال إلى مسرح من الأجهزة والأضواء والأطباء.
وأصوات تتعالى.
كانت عيناه تبحث عني من تحت جهاز الأوكسجين ودموعه تملأ مآقيها.
كان يتألم من أخذ عينات الدم، ووضع الأدوية بقناة الوريد، وجهاز الأوكسجين، والسوائل.
أصوات خافتة تترقب، وأعين قد طار منها النعاس.
لقد جاهد البطل حتى الرمق الأخير
لم يبعد عينيه عن وجهي، ورأيت ابتسامة خافتة وليست هي المعهودة، ويده تبحث عن يدي، رغم انشغالي بإنقاذه.
أعطيته يدي للمرة الأخيرة.
وسمعت صوتًا يأتيني من أيام العيادة الأول يكاد أن لا يسمع.
طبيبي المجنون
كان يعني أنها المرة الأخيرة التي يناديني بها.
ولم أستطع أن امنع انهمار دموعي ووقوعها على وجنتي محاربي الصغير.
طلعت كنعان
طبيب وكاتب
تعليقات
إرسال تعليق