همس القصيدة بقلم الاستاذة مريم سعيد كباش
** همس القصيدة:
_________________
آوي إلى الأوزانِ والأشعارِ
لتعيدَ لي وهجي وضوءَ نهاري
ولها أبوحُ عن المواجعِ والجوى
يغزو الضّلوعَ بجيشهِ الجرّارِ
وأصوغُ من حرفي الكليمِ قصيدةً
لتكونَ أُنسي في لظى المشوارِ
في رعشة الأبيات أسرج لوعتي
وعلى القوافي النّازفات دماري
مُذ هَبّتِ الحربُ الضّروسُ بموطني
والبؤس أمسى رحلتي بمداري
وشتاء عيني فصلهُ لا ينقضي
وترنّحت في اللّامدى أبصاري
كُلّي انكساراتٌ تعاندُ مأتمي
والحزنُ طوّقني بألف جدار
ياشامُ كيفَ ارتَدَّ ثغركِ للأسى ؟
عَبَثَت بوجهكِ ثورةُ الأخطارِ
مجنونةٌ ريح الشّقاء بأرضنا
والكلّ يرقبُ لحظةَ استقرارِ
نعقت غرابيبُ السّواد بشؤمها
وغدت بلادي نهبة الأشرار
ضنّ الصّفا، والقلبُ يعصرُ غصّةً
قهراً أموتُ بغربتي وحصاري
حتّامَ ياوطني نعيش بظلمةٍ ؟
والغيمُ يحجبُ لمعةَ الأقمارِ
أبكيكَ شعراً والدّموعُ مشاعرٌ
شهقت بألحاني وفي قيثاري
عشرٌ عجافٌ والخطوبُ نوازلٌ
قتلت قلوب النّاس بالإنكار
جشعٌ وظلمٌ قد غزانا شرّهُ
قطع الحياة بسيفه البتّار
يالهفة المشتاق ضيّع أمسَه
ونهاره في حلمه المُنهارِ
رحل الأحبّة في الغياب وأوغلوا
شوقاً أذوب بلوعتي وأُواري
كانوا ليَ الآمالَ كانوا بسمتي
كالياسمين تفتّحوا في داري
رحلوا بعيداً والحرائق في دمي
والقلب لا ينفكّ في تذكار
ماعدت أعرف أيَّ عمرٍ أرتدي
من بعد ما صار الحنينُ دثاري
كم ذا بكيت لأجلهم في خلوةٍ
في صوت صمتي يصرخ استنكاري
فالرّوحُ شتّتها الرّحيلُ وطيفهم
مازال مُمتَدّاً على أنظاري
قولوا لمن أخذ الفؤاد وفرحتي
قد فاض وجدي والحنين شعاري
مازلتَ دمعاً لايفارق مهجتي
مازلتَ لحنَ الحبّ في أوتاري
لا لم يكن هذا التّنائي خطّةً
مرسومةً بقراره وقراري
لكنّها الأقدار تقضي بالنّوى
من غير أسبابٍ ولا إنذار
مازلتُ أسأل في اندهاشة خافقي
ماذا سأفعل كي تكون جواري
مازلتُ أرنو للّقاء يزفُّ لي
أملاً يراقص لحظةَ استبشاري
رغم البعاد أراك مثلي تائقاً
تتلقّف الأخبار عن أخباري
أحتاج قربك كي أعود لهدأتي
وتلمّ شعث قصيدتي وغباري
همست حروفي في القصيدة : إنّني
باقٍ على عهدي بلا إنكار
لاتعطني الوعد المؤجلَ باللّقا
لا لست أرضى منك بالأعذار
فتعال نختصر المسافة بيننا
حتى يفوز القلب بالأوطار
بقلمي :
تعليقات
إرسال تعليق