الأستاذ... محمد الحفضي... يكتب.. هي و أنا.
***شاميات***
إهداء خاص إلى كل فلسطينية في الأرض المحتلة وفي المنفى ودول اللجوء.
هي..وأنا..
هي. .
هناك
على ثرى الأنبياء والشعراء
في بطحاء الشام
تحرس أرواح شهداء أمة بكاملها
من ضحايا بني أمية و بطش الحجاج
حتى شهداء القنيطرة بالجولان
وانا
هنا
عند دير الأطلس
موطن طارق ابن زياد
ومهد احمد احنصال الشهيد
يردد الصدى
غضب موحا أو حمو الزياني بالوعيد
اسمع سخط العباد
على جور الباشاوت والقياد
انات الأيتام. .الثكالى والمظلومين. .
رغم صخب العبيد
وزغاريد الجواري والحريم. .
طمستها نغمات عيطة ملالية
عابرة. .حزينة
نوتات لوتار تقطر دما
الكمان ينوح بكاء :
لا سماحة لك يالايام
هي هناك
من قلعة صلاح الدين قريبة
في حمى جبل قسيون
شاهدة على مآسي الشام
من مذبحة أيلول الأسود
كانت على مرمى حجر
من خط النار
تعايشت مع الحرب الأهلية
ما افزعها الاجتياح الإسرائيلي
كم من جراح في قلبها تنزف
حصار بيروت. .
مجزرة صبرا وشاتيلا
مذبحة مخيم عين الحلوة. .
مخيم جنين. .
حصار غزة
ومحنة التهجير
تبقى بأمل العودة حالمة
هي لمفتاح بيت الآباء حافظة.
هي كحنظلة ناجي العلي
تسخر من الواقع العربي
تردد مع فرقة العاشقين
أجمل موال :
(ياشعبي. .ياعود الند
يا أغلى من روحي عندي
إنا باقون على العهد. ).
هي ملهمة درويش
في قصيدة :
(عيونك شوكة في القلب
توجعني ..واعبدها
واحميها من الريح
واغمدها وراء الليل والاوجاع
فلسطينية العينين والوشم
فلسطينية الإسم
فلسطينية الأحلام والهم
فلسطينية المنديل والقدمين
فلسطينية الميلاد والموت )
وانا هنا
بجوار نبع عين اسردون
تمرر ذاكرتي شريط كل المآسي
واساطير البلاد ..
هي
في هذا الصباح القائظ
ترتدي حلة بيضاء من حرير شرقي
تحجب جدائلها
كوردة البنفسج
جمالها عربي
من الكنانة إلى الأناضول
نهلت من كل انهار الشرق
فلسطينية العينين والروح
هي
حسناء الشام
مقدسية الحنين
لا تهاب الظلام كدلال
صوت الرصاص موال
جلدها فاق صلابة الرجال
لا تسأل عن أنوثتها
كلها فتنة وغنج. .
هي
على طاولتها فنجان قهوة سوداء
كأس ماء
اناملها تداعب وردة صفراء
تنظر إلى السماء. .
وأنا هنا
افترش أرض الآباء والأجداد
استند إلى صخرة صماء
كم احتمى بها اسود الأطلس
شاهدة على زمن السيبة والمقاومة
في قلبي بقايا ندوب سنوات الرصاص
جاثمة كالكوابيس..
ما يدوم حال
وكلام كثير
جاء على لسان
ناس الغيوان :
مايدوم حال
مايدوم حال
يالغاوي الدنيا بشقائها
مايدوم حال
مايدوم حال
كل شيء غادي
والدائم مولانا
مايدوم حال ..
كم من قبائل تناحرت
على نبع هذا الماء
انا هنا
اجلس عاري الصدر
في هذا الحر
قربت من فمي الفنجان
صورتها ارتسمت
بادية للعيان
تفتنني فى كل لحظة وآن. .
انا
رشفت من الفنجان
كأني اقبل شفتيها الدافئتين
همست لها سرا وطيب أنفاسها يسكرني
احبك يافاتنتي
دعيني المس يديك
اضمك
عسى أن تصيبني بركتك
ياسليلة ثرى الأنبياء.
واشفي ظما الشوق إليك
هي هناك
ابتسمت
بسطت راحة يدها
وعقبت
سمعت همسك
ووصلت دعوتك
سرني ابتهالك
هي هناك
أراها الآن جدلى
شفتاها للفنجان تداعبان
همهمت
نبست
رشفت
وضحكت
قالت :
اتعرف ماجرى ياعيوني ؟
خمن جوابي. .
هي هناك
وانا هنا
صدرت مني زفرة
واه كلفحة لهب النار
قلت :
ياحياتي
بسملت وحمدلت
وأردفت :
ربي إنك بما بي عليم
فلا تزد في القلب هوى
فهو مرهف عليل
ربي لاتبتليني
بحب هذا السيد الغريب ..
هي هناك
قاطعت قولي
ردت بزين البسمة
حرام عليك سيدي
لست بقاسية
ولكني منك خجلى
وما دعوت بما زعمت
هي هناك
وانا هنا
ريح الشرقي تلفحني
قلت لها :
يافاتنتي
عذرا
فهذا ماراود بالي
هي هناك
طمانتني
اصارحك وقولي صدق
راح فكري معك
بسملت باسمك
فبما تفسر ذلك ؟
قلت لها :
يا نور عيني
مابدي اعرف
اسألي قلبك
هو بالذي جرى عليم . ..
*****بقلم الأستاذ محمد الحفضي *****
تعليقات
إرسال تعليق