الأستاذ... سيد حميد عطاالله.. يكتب....فصولٌ من الآه.

 * فصولٌ من الآه*


ثاوي الفؤادِ بنبضِهِ قد جيلا 

والهمُّ يورثُ بعدَ جيلٍ جيلا


ووجدتهُ وسطَ الفؤادِ علامةً 

وجعلتُهُ لو تعلمونَ دليلا


هالَ الترابَ على الجوارحِ وابتدى 

عصرٌ من الآهاتِ لمّا هيلا


فأقيسُ مقدارَ الهمومِ بمهجتي 

وجعلتُ آهي فوقهُ شاقولا


فيصبُّ بينَ جوانحي ونوابضي 

لهبًا وهمًّا في الجوى مشعولا


كلُّ الزهورِ تنرجست وتعبَّقت

إلا زهورَكَ قد بدت عاقولا


في العمرِ نعجبُ كيفَ سدَّدَ رميَهُ 

بلغَ اليمينَ إلى الشمائلِ طولا


زرعٌ سيُحصدُ حينَ يُثمرُ بالجوى 

فبدت دموعي هكذا محصولا


وسقطتُ من رمي النبالِ فلم أكن 

لو شئتَ يادهري هنا قابيلا 


فأنا الذي إمّا بسطتَ منيَّتي 

سأكونُ فوقَ أذيَّتي هابيلا


سأكونُ طيرًا أرتميكَ بصخرةٍ

وبكعبتي حتمًا أراكَ الفيلا


أمشي وأدرسُ والهمومُ تحدُّني 

وأقيسُ جرحًا ما يزالُ طويلا


وأعيذُهُ آيًا وأربطُ بعضَهُ 

وأشدُّ قرآنًا وذا انجيلا


لا بل فقدتُ مع الجميعِ سلامتي 

وحملتُ حملًا ناتئًا وثقيلا


سأذودُ عن بعضي وأتركُ بعضَهُ

أمسيتُ من قرنٍ مضى مغلولا


أمست ديارُ الراحلينَ دوارسًا

والريحُ تلقي رملَها منخولا


ورأيتُ لي جذرًا بباحةِ دارِهم 

وكأنَّ لي بينَ الأثافي أصولا


الليلُ ينشرُ خوفَهُ وظلامَهُ

ملأ القلوبَ مخاوفًا وجفولا


ومن الشتاءِ توالدت رجفاتُنا 

ألقى هنا ممّا نخافُ فصولا


لمَّا تجد إلا رثاءَ طفولةٍ 

سقطت فأوكزَ في الخلاءِ طفولا


فتسربلت بعضُ المواجعِ هاهنا

فلبستُ من هجرِ الحياةِ رحولا


سلبَ العقولَ فكلُّنا في غفلةٍ 

تركَ الجميعَ بهمِّهِ مخبولا


بعضٌ يموجُ على المواجعِ دونما 

يدري ليصبحَ في الأذى مشغولا


حالَ الزمانُ ليختلي بمواجعٍ 

مرَّت فكانَ على الرخاءِ حؤولا


شبُلت جميعُ مواجعي في برهةٍ 

زئرت فاضحت في الفؤادِ شبولا


أأهشُّها كبرت فمالت ميلةً

ملأت فيافيَ البعادِ عويلا


وتمثّلت كدرًا سويًا واستوت

وتمثّلت ألمًا طوى تمثيلا


فوجدتُها منذُ النشوءِ تحدُّنا 

وتقودُنا منذُ القرونِ الأولى


التينُ والزيتونُ لم يغدُ هنا 

زرعت فيافيَ البعادِ أثولا


وألمَّني ضيقٌ وصفرةُ أعينٍ

حتى شكوتُ من الزمانِ نحولا


وتعبتُ أركضُ ما أزالُ بأرضِها 

فأقيلُ كركبةً وذا تعطيلا


وأقولُ قد يأتي الربيعُ وأنَّهُ 

أمرٌ يكونُ إذا أتى تسهيلا


يتنزَّلُ الخيرُ الكثيرُ ومنهلٌ

والخيرُ حتمًا للعلى قد إيلا


والدهرُ يحملُ في يديه جنازتي 

وهنا يرتِّلُ مأتمي ترتيلا


فإذا أتاك فإنَّه من ربِّنا 

فإذا أتى يأتي إليك قبيلا


ها قد تيقظتِ الإرادةُ وابتدى 

عصرٌ يُفصَّلُ أمرُهُ تفصيلا


عندَ الشدائدِ لا أرومُ لسقطةٍ

فأنا اتخذتُ إلى الإلهِ سبيلا


وعقدتُ عزمًا في التصبِّرِ ثابتًا

كانَ التصبُّرُ في الشدادِ جميلا


عثراتُنا دُفعت وسُهِّلَ أمرُنا 

كم مسلكٍ صعبٍ هنا قد قيلا


فامسك بعروةِ دينِنا ولربِّهِ 

قدِّم له التوحيدَ والتبجيلا


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين/ ٢٨/ ٢/ ٢٠٢٢



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻