...طفولتي🌻
الكاتبة المتألقة_ شهد حسن
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
طفولتي بدأت بين نفحات عطر الياسمين الشامي، حيث ترعرعت في منزلٍ دمشقي قديم، فقد كانت البحيرة الموجودة في باحة المنزل(أرض ديار) واحدة من أصدقائي، بكوني أخبرها كل تفاصيل يومي وعادة ماكنت أخبرها بأسرار يصعب عليّ الإفصاح بها إلى أحد، ففي كل مرة أجلسُ بقربها وأُخبرها كل ما يجولُ في رأسي، وحال انتهائي تُرسمُ على شفتي ابتسامة وكأنني أقول أنها الوحيدة ،التي تسمعني دون مقاطعة ودون أَن تُوبخني على أي فعل أَقدمتُ عليه، أَقومُ بتوديعها كمن يودع من يحب، وأَعدها بلقاءٍ آخر كي أُخبرها أَحداثاً جديدةً، فأهرولُ مسرعةً إلى غرفتي لوضع حاجياتي المدرسية، من كتبٍ ودفاتر ٍوغير ذلك في حقيبة الظهر ،لأستعد لمغادرة المنزل والذهاب إلى مدرستي ،كان مَنزِلنا دائماً ماتفوحُ منهُ رائحةُ الهالِ والبن، فنسوةُ حينا يأتين لاحتساء القهوة مع أمي وتبادل أطراف الحديث ،أسيرُ في طريقي لمَدرستي، في كل مرة تستوقفني ياسمينةٌ وكأنها تريدُ أن تُلقي عليّ السلامَ، فأقتربُ منها قليلاً وأخبرها عن كم السعادة التي تمنحني إياها يومياً حال ما أراها، أَقطفُ إحدى زهرات الياسمين ،وأُتابعُ سيري مُتأملةً جمالها، رغم أنني كل يومٍ أَقطفُ وردة، إلا أنني في كلِ مرةٍ أَسرحُ في جمالها وأُواصلُ السير ،وفي منتصفِ الطريق ،أَلمحُ ذلك العجوز الذي اعتدتُ أن أقطفُ وردة من المجنونة، لكنني ياترى ماذا سأقولُ له؟؟! اليوم إذا سألني لماذا لاأُريدُ قطف الوردة اليوم، أأخبره أن معلمتي التي كنت أقطف الورد لأجلها غادرت ولن تعود أبداً ؟؟،قررتُ أن أَكتفي بإلقاء السلام والسير سريعاً، لتفادي الأسئلة التي سوفَ يطرحها عليّ العجوز، وهذا ما فعلته حقاً لكنه استوقفني وهو ينادي :يا ابنتي ماخطبك لماذا لم تطلبي وردة من ورود المجنونة، لم أَتوقع أنني سوفَ أجيبُ ظننتُ أنني أستطيعُ تفادي هذه الأسئلة بالمشي سريعاً، لكني فشلت سأخبرهُ لا محال كنتُ أَقطفُ الورودَ من المجنونة ياعم، لأن مُدرستي تحبُ هذا النوع من الزهور واليوم لم أُقدم على قطف الزهرة لأن مُعلمتي قد انتقلت من هذه المدرسة إلى أُخرى نَظر في عيني وقال: رَباه ماأَجملَ براءة الأطفالِ وماأروعَ طفولتهم المنسوجة بالحب والحنان
شهد حسن
تعليقات
إرسال تعليق