...قال لي🌻
الكاتب_ سامر الشيخ طه
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
قال لي : أنا أعرف أنني في معركةٍ خاسرة ولكنني لن أستسلم
قلت له ومن خصمك في المعركة: قال لي إنه أبي
قلت مستغرباً: وهل العلاقة بينك وبين والدك هي علاقة حرب
قال لي : بل أكثر
قلتُ له : لابد أنك واهم فليس هناك أب في الدنيا يعلن حرباً على أولاده
قال لي : ولكنك لا تعرف أبي إنه رجلٌ متسلط ويصادر لي حريتي في كل شيء ويمنعني من كل ما أريد ويحرمني من كل ما أحب
قلت له : لا يوجد أب في الدنيا بهذه الصفات لأولاده فالأب يمارس سلطته الأبوية التي منحها الله له وهي سلطة توجيهية وهي سلطة محبة لا سلطة قهر كما تدَّعي
قال لي : أنت لا تعرف أبي إنه كذلك يمارس علي سلطة القهر ويروي ظمأه للتسلط عليَّ
قلت له : هل أبوك رجلٌ معتوه أومجنون
قال لي : بل هو جامعي ولكن لديه عقد نفسية تجعله كما ذكرت لك
قلت له : إذا كان والدك يعاني من أزماتٍ نفسية فعليك أن تقف بجانبه لا أن تعلن الحرب عليه ثم هل أنت طبيب نفسي لتشخص حالة والدك
أليس من الممكن أن تكون أنت من يحمل عقدة نفسية معينة ويحاول والدك أن يجعلك تتجاوزها بمساعدته
قال لي : أنا سليم من العقد النفسبة ولكن والدي هو الذي جعل العلاقة بيني وبينه بهذه الطريقة فهو لا يتعامل معي كشاب بل كطفل شاذ ويريد أن يقومه
كان يتكلم بحدة وبدون احترام وكأنما يتكلم عن عدوٍ حقيقي
قلت له من الآخر يا بني: عندما أمرنا الله ببرِّ والدينا لم يشترط أن يكون الأب متفهماً وواعياً وسليماً وخالياً من العقد النفسية
بل أمرنا ببره والاحسان إليه مهما كان هذا الأب وأمرنا بطاعته في كل ما يطلبه منَّا إلا إذا أمرنا بمعصية وهنا علينا عدم الطاعة
ثم قلتُ له هل يأمرك والدك بمعصية؟
صمت مليَّاً ولم يجبني بل قال لي:
ألم أقل لك أنني أخوض معركةً خاسرة
قلت له : نعم أنت تخوض معركةً خاسرة فعلاً لأن معركتك ليست مع والدك بل مع الله ولا يمكن أن يوفقك الله في معركتك ضده
أنت يا بني تصغي للشيطان الذي أوهمك أن والدك عدوك فأخطأتَ في حقِّه وناصبته العداء
أبوك لا يمكن أن يكرهك ولا يمكن أن يريد لك الشر
أبوك هو عزك وسندك وستدرك ذلك الأمر عندما تصير أباً
لا تكن سبباً في شقاء والدك فتشقى
وأدرك نفسك قبل أن يفوت الأوان
ذهب من أمامي وهو يهذي قائلاً:
أنا في معركة خاسرة إنهم لا يعرفون ذلك الرجل الذي هوأبي
قلت له وهو منصرف:
إذاً ابق مع الشيطان وستندم
المهندس : سامر الشيخ طه
تعليقات
إرسال تعليق