تقبلها عروسا له
أجمل ما لديها لبسته، وجعلت زينتها على أكمل وجه
فاعترضت دربها من كانت لها الأم والصديقة والحبيبة
وأوضحت لها أن ذلك لا يناسب البحر، ولكن من اعتادت
البوح بأسرارها لأمها لم تخفِ عنها إحساسها بأنها عروس هذا اليوم ،
ولكن أين صاحب االحظ السعيد؟!
هذا ماسألته أمها بنوع
من الدعابة والضحك ، وسرعان مانطقت بكلمات لم تفهم منها الأم شيئا سوى البحر ولم تأبه لكلماتها فقد اعتادت
على مزاحها الذي كان ينثر البهجة في أرجاء بيتها ،أما
في هذه المرة فكان بمثابة شعور داخلي بنداء البحر لها
وقد أخفت هذا الإحساس خشية الإخفاق في الاستمتاع
برحلتهم المنشودة .
وما أن وصلت العائلة الشاطئ وإذا بشيء يجذبها للماء
وراحت تفرد ذراعيها وكأنهما جناحان تحلق فيهما
فوق الأمواج المتلاطمة ،
ثم اختفت عن الأنظار وكأن البحر تقبلها عروساً له .
أ. شادية دحبور/ الزعانين
فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق