الشُّعَراءُ الأوائِلُ.. بقلم الشاعر...فؤاد زاديكى.
الشُّعَراءُ الأوائِلُ
الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى
بِنَظْمِ الشِّعْرِ أسْعَدَنَا الأوائِلْ ... بِهِ فَخَرَتْ تُنَادِمُهُ القبَائِلْ
فكانَ لِسَانَ حالِها في حَمَاسٍ ... وعِندَ تَفاخُرٍ بِمَدَى المَسَائِلْ
فكلُّ قبيلةٍ ولَها عَدِيدٌ ... مِنَ الشّعَراءِ يَدْرَأُ عَنْ غَوائِلْ
لِقَيسٍ مَنْ تَبَرَّعَ في دِفاعٍ ... كَمَا لتَميمِ عُدَّتُهَا و وائِلْ
وصارَ اليومَ يأخُذُ غَيرَ مَنْحًى ... لِتَخْتَلِفَ العَوامِلُ و الوَسائِلْ
فَمِنْها مَنْ تَمَرّسَ في نِضَالٍ ... وِمنهَا مَنْ تَعَثَّرَ دُونَ طائِلْ
وذلكَ واضِحٌ كَوُضُوحِ شَمْسٍ ... لَدَيْنَا في مُواجَهَةٍ دَلائِلْ
تَرَدّى الشِّعرُ في زَمَنِ انْفِراجٍ ... فما عَادَتْ لِهَالَتِهِ شَمَائِلْ
لقدْ كَثُرَتْ مصادِرُهُ عَطَاءً ... ولكنَّ الفَخَامَةَ في رَذَائِلْ
تُخَلْخِلُ ما بِمِيزَانِ اعتِبَارٍ ... لِتَظْهَرَ بالصَّدَارةِ لا فَضَائِلْ
فَمَنْ بَلغُوا عُلُوَّ الشّأنِ بَعضٌ ... وَ مَنْ بَرَعُوا بِشِعْرِهُمُ قلائِلْ
فَهَلْ عَلِمَ الأوائِلُ ما زَرَعْنَا ... و مَا نَجنيْهِ؟ إنّ الحَظَّ مائِلْ
جَمِيلٌ أن نُرَدِّدَ كُلَّ يومٍ ... مَقُولةَ أنّ عُمْدَتَنَا الأوَائِلْ
فَلولاهُمْ وهُمْ بَلَغُوا كَمَالًا ... بِكُلِّ الوَصفِ ما جَمُلَتْ خَمَائِلْ
فَلَيسَ عَطَاءُ شِعْرِنا دُونَ أُسٍّ ... لِذلِكَ ذَا السّبيلُ وَ لا بَدَائِلْ.
تعليقات
إرسال تعليق