الكاتب.. رشاد علي محمود.. يكتب...السيارة المجهولة.

 /          ﴿ السيارة المجهولة﴾

               ﴿ قصة قصيرة ﴾


ازدادت عليه الضغوط؛ تولد لديه كره شديد؛ بعض من يضغطون عليه ويستغلون طيبته وبعض الصفات الأخرى كالتسامح والنبل؛ عانى كثيرًا، سخر منه أحدهم متهمًا إياه، بأنه يمتلك رصيدًا أكثر من اللازم من العاطفة؛ يحاول جاهدًا ان يظل على عهده نبيلًا، يتحاشى الظلم كثيراً؛ بل أنه يمقته؛ ومقته للظالمين أشد؛ دائمًا ما يُلام على قولة الحق، بل وفي أكثر الأوقات يعاقب عليها، في صور بغيضة ومتعددة٠

 شعر بالغبن الشديد تأكد أن هذا العالم منافق وإن ادعى غير ذلك؛ تذكر عندما ذهب إلى أحد الحوانيت الكبيرة والتي تسمى (بمحلات الجملة) وكان يسبقه في الإبتياع رجل تبدو عليه علامات البساطة بل وإن شئت الفقر؛ أخبر البائع بأنه يريد بعض الأشياء لكي يدعم به حانوته الصغير (أحد أكشاك البيع المنتشرة على الطرقات) وما أن هم البائع ليستعلم عما يريده الرجل إلا وتوقفت سيارة من السيارات الفارهة فترك البائع الرجل البسيط وهتف مهللًا بأشد عبارات المديح والترحيب بالرجل الذي تدلى من السيارة؛  وسأله عما يلزمه اليوم من بضاعة، وانخرطا سويًا، في حصر

 ما يريده الرجل وكان يسرع بإحضار الشيء تلو الآخر ونسي أمر الرجل البسيط تمامًا ؛ يومها أدرك المعنى الحقيقي للنفاق في هذا العالم

 لا يُدعم الفقير بل يدعم الغني ولا يهتم بالإنسان البسيط لأنه في أبسط أدبيات التعريف هو من يحتاج للإهتمام والمساعدة وليس صاحب الجاه؛ فلأن الرجل البسيط سيبتاع بعض الأشياء البسيطة فلا مكان له بين الأغنياء، إذًا هي فلسفة الأقوياء، في حين أنك لو حققت العدالة الصحيحة، سيكون الفقراء أولًا ولكن هيهات، ويومها تذكر أيضاً وإن لم يكن نسي مطلقًا، من سخروا منه وقهروه، أو حتى الذين تحاملوا عليه؛ فقد قرر الانتقام٠

رتب خطته؛ تعلم طريقة دهان السيارات؛ ﴿ الدوكو﴾ حتى أجادها تمامًا، وجمع عناوين من أرهقوه نفسيا؛ كان عددهم  عشرين شخصية؛ بما يعني خليط من الرجال والنساء؛ كان يراقب ضحاياه ويختار مرورهم في أماكن تكاد تكون فارغة ولا تحتوي على وجود كاميرات تصوير؛ كان يدخل على الضحية بأقصى غل بما يعني أقصى سرعة؛ في ثوانٍ معدودة تتحول الضحية لا إلى متوفى  أو متوفية بل إلى أشلاء؛ يسرع إلى مكان ما، فيعيد طلاء السيارة، أوشك على إنجاز مهمته لم يتبق سوى آخر ضحية له،

 وهو الضحية رقم عشرون؛ ويعود إلى سكنه والذي يقيم فيه بمفرده لكي يحتفل وكان قد أعد شرابا من العرق سوس والذي كان يعشقه؛ وما أن لمح ضحيته وانطلق كالسهم فقد كان يكرهه كثيرًا، فاختلت عجلة القيادة في لمح البصر وانقلبت السيارة في اللحظة التي كان بين السيارة والضحية عدة أمتار؛ فزع من كان سيصبح ترتيبه رقم  عشرون في عدد الضحايا؛ من مشهد السيارة المفزع ورأس قائدها والتي قفزت بجواره تمامًا، وياللعجب برغم الدماء التي تغطيها إلا أنه شعر بأن العينين تحملقان في وجهه!!

٠ ٠ ٠ ٠

قصة قصيرة _ 

بقلم/ رشاد علي محمود



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻