بين الحقيقة السراب.. بقلم الكاتبة ..ليلى جمل الليل.

 قصة قصيرة

العنوان: بين الحقيقة والسراب

الجزء السادس

الكاتبة/ ليلى جمل الليل.


توترت عبير فلحقتهما بعد دقائق، حتى وصلت فتوقفت عند عتبة البيت. تجمدت رجلاها عند المدخل وهي تراقب إيمان تناول والدتها المقص وتجثو على ركبتيها مستسلمة للأمر، وفي اللحظة التي هبت فيها أسماء تنفذ حكم القصاص، على نحو مفاجئ 

جاءت الحاجة فاطمة على حين غرة وقفت على رؤوسهن وبضربتين على الأرض بعصاها، انتبهن لوجودها، هبت إلهام تحييها بلهفة كالغريق يتمسك بقشة، فيما عائشة عضت على شفتيها غيظا، أما أسماء أحست أنها في ورطة كبيرة، ابتلعت ريقها بصعوبة، حيث  حدجتهن بنظرة استغراب قائلة:

((ويحَكن، أصواتكن خرجت إلى آخر الشارع دون خجل أو حياء))، ثم حدقت بغضب وحنق قائلة: ((وما أنتِ صانعة يا أسماء بشعر حفيدتي))، وضربت على الأرض مرتين كما لو كانت قاضيا شرع في محاكمتهن!))، هبت إيمان تحتضنها باكية، وقفت عبير تراقبها وقد استفزها الموقف ، فتقدمت نحوها وقالت:((انظري إلى شعري كيف شوهته هذه المختلة يا جدتي!))، وهي تحدج إيمان باستنكار وغيظ، فالتفتت إليها، وقد تراجعت إيمان إلى الخلف من الإحراج، هنا استغلت أسماء الوضع وراحت تشرح الأمر لها..

ما أن انتهت جلست جدتها على نحو منفعل، صمتت هُنيهة، وعيون الجميع تراقب قرارها!. قاطعت الصمت بضربتين بالعصا، أشارت لحفيدتيها أن ينصرفا، ثم التفتت الى عائشة، وقالت :((منذ أن وطأت أرض بيتنا هذه السيدة لم تدخر عناء في تشتيت سلام أهله، أتخطبين لحفيدي دون علمي))، اسود وجه عائشة من الغيظ، ثم أردفت وأنتِ يا أسماء أيضا ملامة، كيف تخفين أمرا كهذا عني، ثم تكتمين حادثة قص الشعر، والأدهى والأَمَر تنفذين قصاصكِ دون إذن مني، ثم ضربت ضربتين

بالعصا، وتلتفت إلى إلهام وأنتِ أيضا ملامة على موقفكِ الحيادي هذا.. ثم انصرفت وأخذت بيد عبير إلى الخارج..


فيما بدأت الأمور تهدأ عند عبير، أخذت تتصاعد عند سليم.. وقد توجه صباحا إلى زيارته المعتادة إلى مستشفى المخ والأعصاب لزيارة زوجته مروى، حيث صادف جميع أفراد أسرتها يحيطون بسريرها الذي تحفه أجهزة الإنعاش بكل أنواعها، لقد استغرب تواجدهم حيث مضت شهور على آخر زيارة تجمعه بهم، تقدم شقيقها ممدوح بصحبة طبيبها، قائلا:(( لقد حسم الأطباء أمر مروى، لم يعد يجدي الانتظار، ما من تقدم يذكر و..))

قاطعه سليم رافضا خطابه بشراسة، لكن الطبيب تدخل وأخذ، يشرح حالة الموت السريري، واختلافه عن السبات (الكوما)، لقد اتخذت إدارة المستشفى قرارها في إيقاف الإنعاش الرئوي وباقي الأجهزة الطبية..))

انهار سليم، وفقد رباطة جأشه، وهدد الطبيب بمقاضاة إدارة المستشفى في حال تنفيذ ذلك الإجراء، فثار عليه ممدوح ورد  بقسوة فأمسك سليم  بتلابيبه، وكاد ينقلب الأمر إلى عراك.. 

 تم طرد الاثنين خارجا، حيث أكملا جدالهما، وجه ممدوح أتهام الإهمال والتسبب في الحادث لسليم، فيما رد عليه سليم باتهامه بالجشع والطمع بمساومته على التوقيع على التنازل عن حقه في ميراث زوجته كاملا في حال وفاتها، مقابل إبقائها في الإنعاش..

 فجأة داهمت ممدوح صفعة من..


يتبع في الفصل السابع



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻