الكاتب.. موسى الابرش.. يكتب... تكريم.

 تكريم

صباح استثنائي ليس ككل الصباحات المعهودة؛ لقهوته طعم مميز. ارتديت بزة العرس القديمة اليتيمة. أمام المرآة كل شيء على مايرام؛ تسريحة ماتبقى من شعر؛ لحيتي المشذبة؛ ربطةالعنق الملفتة للأنظار. همستْ في أذني :رأيتك في الحلم وهم يخلعون عليك عباءة أرجوانية مطرزة بالقصب. لدى وصولي دوت القاعة بالتصفيق. بدأ مشهد العناق. توالت كلمات الإشادة بمسيرتي التعليمية الممتدة لأكثر من  أربعين انطوت. نفشتُ ريش الزهو؛ ألقيت كلمة كنت قد أعددتها في الليل ممتعة جذابة سهلة ممتنعة، ولِم لا فأنا فارس الحروف الرنانة. تشهد لي منابر المناسبات. إحداهن ذات الحضور الصارخ ألقت قصيدة تمجيد، وتبجيل بما أوحته المناسبة. ذرفتُ دموع أمطار الذكريات؛ تأبطت مغلف الأوراق الثبوتية. للإبحار في إجراءات التقاعد. ما أقساها. مت قاعدا  .انطفأت جمهرة الحفاوة والتكريم. مضى كل إلى خلية نحله. لوّحتُ للجميع؛ فضّلت المسير لألقي نظرة تأمل ووداع أخيرة على الأزقة والبيوت القديمة التي تعانق جدرانها أشجار حديقة المدرسة. كعادتهم بعض التلامذة يتغنون باسمي. لست أدري. أمن باب الود أم لغاية في نفسهم. صرخت صوتاً من قحف رأسي، وكأنّ رصاصة اخترقت جمجمتي؛ تسربلت بالدم. اصطبغ المغلف. حمدا لله على سلامتك . تلك هي رؤياي. صدقت ِ. شاب في العقد الرابع يرتدي سروالاً فضفاضاً يتأرجح كإلية الخروف؛ يستأذن  بالدخول؛ يركن  أضمومة الورد، وبجانبها علبة حلوى؛ قبّلني. غمطني. ملامحك ليست غريبة. أجل أحد طلابك . أثناء مطاردتي لطائر الحمام؛ تسببتُ في إيذائك. لاتثريب عليك . فتح مصاريع عينه، وكأنه استهجن اللفظ. ما مهنتك يابني؟ مربّي حمام من الطراز الرفيع؛تحسستُ جرحي؛ حقاً تجيد القنص والتسديد. 

موسى الابرش/سوريا



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻