الأستاذ.. محمد أبو الحسن.. يكتب...أنا وقارئة الفنجان.
(((أنا وقارئة الفنجان)))
كلمات/محمدأبوالحسن
**************
أنا وقارِئةُ الفِنجان
جمعتنا الصُدفةُ بمكان
بدهاءٍ اقتربت مني
وجلست دونَ اسْتِئذان
نظرتُ إليها فسبقتني
بكلامٍ هزّ الوجدان
قالت مهمومٌ حيّران
وتسبِقُ عُمركَ بزمان
قلتُ وماشأنُكِ أنتِ
أجِنيّة في صورة إنسان
قالت ضالِعةٌ في الكفِ
وقِراءةُ قعْرِ الفنجان
وودتُ لو أن تأذن لي
ناولني بيدِكَ الفنجان
ودعْني أقرأُ مافيهِ
وأقُصُّ عليكَ بِلا بُهتان
قلتُ خُذيهِ بِلا استِئذان
فسمتُكِ أقربُ للهذيان
لكن حذاري أن تأتي
بشيءٍ دونما بُرهان
قالت أنا لا أعلمُ غيّبًا
ولا أنا ملَكٌ ولا جان
لكن بفراستي أنا أقرب
من قلبِكَ عنْكَ ياإنسان
قلتُ هاتي ماعِندِك
واعطيني الحُجّةَ في
بيان
قالت لي قلبكَ مُنغلِقٌ
ولا يأمنُ غدرَ النِسوان
وفي وقتهِ ذاتهِ يحترقُ
ويشكُوكَ إليكَ منَ
الحِرمان
بأنكَ من تقسُو عليهِ
وكأنك حجرٌ صوّان
وتُكبِلُّهُ من كِلتَا يديّهِ
وتُغلِقُ كلَ البِيبان
وفي خِلسة مِنْكَ يسترِقُ
لحظاتٍ من غيّرِ أمان
لاتكفي أن تروي ظمأه
أو تُطفِئُ نارَ الحِرمان
وسيبقى يسعى بِلا
جدوى
للحبِ بقدرِ الإمكان
فاحْذر لو دانَ لهُ أمرٌ
وأعلنَ عن بدءِ العِصيان
وخرجَ أمرهُ عن طوعِك
لعربدَ في كلِ مكان
وأفسد نجواك ونومك
وسقاكَ كؤوسَ الأحزان
قلتُ عرَّافة وصدقتِ
ونبشتِ قبر الأشجان
وبالحقِّ إلينا أتيّتِ
وحالي شاهِدُ عيَان
وقلبي قسرًا يُطاوِعُني
لما جبلناهُ على النسيان
وكلَّما انشغل بأمرٍ
سرعان مايعودُ إلى
ماكان
فلم تأتينا بجديدٍ
بل كان طيَّ الكِتمان
ونحن نعلمُ ونُجيد
ألاعيبُ ذلك الزمان
وماالحبُ الآن سيدتي
إلا كذِبة نيسان
عفواً قارئة الفنجان
محمدابوالحسن
تعليقات
إرسال تعليق