الأستاذ... محمد الجندي.. يكتب...نحن والأمس

 نحن والأمس


صادفت أمس من يتغنى بأمسه وما كان به من بركة، وبعد أن انتهى أخبرته بأن لي رأي آخر، تعجب الرجل واستمع ظنا منه بقدرته على ضحد ما أقول، ربما ظن أني أمدح الراعي أو أذم الرعية، أو ربما ظن غير ذلك لا أدري ولكني متأكد من انتظاره حتى أنتهي ليخبرني بكم أنا على خطأ.


المهم


بدأت بحديثي وطلبت منه أن يعود بذهنه إلى الأمس ويتذكر احتياجاته ثم يأتي بها إلى اليوم ويضعها أمام دخله ثم يعاود التفكير.


طلب الرجل مزيدا من الإيضاح فأخبرته.


بالأمس كنا نسير إلى المدارس ذهابا وعودة، بالأمس كنا نستذكر دروسنا بالمنزل إلا قليلا، بالأمس كانت أفضل جلساتنا أمام المنازل وأعلى أسطح البنايات، بالأمس كنا نلعب بأمان أمام منازلنا، بالأمس كنا نقوم بمعظم صيانات المنازل بأنفسنا، بالأمس كنا نستيقظ مبكرا حتى أيام الإجازات، بالأمس كنا نأكل اللحوم مرة أو مرتين بالأسبوع مستمتعين حامدين ربنا شاكرين فضله، بالأمس كانت تكفينا ابتسامة لنرضى، بالأمس كانت الهدايا حلويات منزلية، بالأمس كنا نتزوج بغرف بيوت أهالينا نحيا بينهم دون مشاكل.


أذا تمكنت من الحياة الآن كما كنت تحيا بالأمس لوجدت نفسك ملكا مقارنة بالأمس، بينما حملنا أنفسنا ما لا تطيق فزال عنا شعور الرضى وتمسحنا بالأمس نسخط على اليوم واليوم مما نظنه بريء.


الكاتب والروائي محمد الجندي، بتاع كلام مش فاضي.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻