الأستاذة.. غادة عثمان... تكتب... الصمت.

الصمت 
.............
أحيانا كثيرة نصمت وبداخلنا حديث لا ينتهي 
 أحاديثنا الداخلية قد تكون أعمق من أحاديثنا الفعلية ، فما نحدّث به أنفسنا هو الصدق وهو ما نشعر به بحق ، وهو ما يجب علينا قوله ...
و لكن ثمة أسباب عديدة تمنعنا عن التعبير عما نشعر به وتجعلنا نحبس الكلمات بداخلنا .
 فقد نصمت لأننا نعلم جيدا أنه لا أحد سيشعر بما نشعر به تماما ، وقد نفاجأ برد فعل غير متناسب مع ما نحس به فنُحبط لعدم تقدير من حولنا لحجم ما بداخلنا فنفضل أن نحتفظ بمشاعرنا ﻷنفسنا فكثيرا ما نصمت لأنه لا جدوى من البوح . 
وقد نغضب ونصمت لنبتلع ذاك الغضب حتى نحتفظ بالخيط الذي يربطنا بمن أغضبنا ،محاولة منا لبقاء الود وعدم تعكير صفو علاقة اجتماعية تفرض علينا الحياة استمرارها .  
وفي بعض الأحيان نصمت ارتقاءً بفكرنا ورقيا بأخلاقنا التي لا تسمح لنا بتدني الحوار أو الاستمرار في جدال عقيم لا فائدة منه .
وأحيانا نفضل الصمت حين نخشى أن يكون لحديثنا تأثير سلبي على غيرنا ، فأحيانا تكون الحقيقة مؤلمة وأحيانا أخرى قد تكون الحقيقة مميتة وهنا يمثل الصمت نوعا من الحكمة والاحساس بالمسؤولية . 
وقد يكون في صمتنا أرقى معاني الإنسانية كأن نمنع أنفسنا من التفوه بكلمات قد تجرح مشاعر الغير ، وأحيانا قد نصمت عن افشاء سر من وثق بنا وهنا يمثل الصمت قمة الأمانة .
وهناك الكثير من المواقف التي يكون فيها الصمت صورة من صور الذوق الرفيع والذكاء الاجتماعي . 
تعددت أسباب الصمت ويبقى حديثنا لأنفسنا هو الحقيقة التي لا يعلمها غيرنا  .

بقلمي غادة عثمان



 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻