الأستاذ... عبدلي فتيحة...يكتب...غريب.

 غريب

غريبٌ في أراضي البورِ ينمو

ليصبِح عوسجًا لن يعطي ثمرَا

تُصدِعهُ الرمالُ و حيثُ يدنو

ليظهَرَ ملحَهُ في الأرض مجرى

أليسَ وطينُهُ قد جفَّ عُمراً

و لا ماءٌ لطينٍ سالَ حِبرَا

غريبٌ قد نضا دمعاً هتونَاً

ليلبَسَ سطوة السُمارِ فجرا

و بومٌ قد تُسَرْبلُهُ  الليالي

وذئبٌ جائعٌ يبلوهُ شرّا

فلا وطنٌ لمن قد ظنّ أمناً

ليثملَ من كؤوسِ الناسِ غدرَا

غريبٌ في بلادٍ من جحيمٍ

يُسعِّرُهُ الأسى ناراً وجمرا

غريبٌ لم يجدْ كوخًا قديمًا

يريحُ قلبَهُ المقسومُ شطرا

و يُهدي الحُبَّ في زمنٍ يبيعُ

فطيمًا لم يجاوزْ بعدُ  شهرَا

غريبٌ ظنَّ من كانوا هُنَاك

بذورإ أزهرتْ في العينِ قُرَا

ليعرفَ أنَّهم للعمرِ وهمٌ

كنسلٍ بعد نسلٍ كانَ طفرَا

غريبٌ أذْنَبَ في الناسِ يومٌا

و ذنْبٌ مِنهُ قولُ الحقِّ مرَّا

عبدلي فتيحة