.... حفل التتويج🌼


 

الكاتب_ الشاعر أ.شقيقة النعمان

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

⚘️حفل التتويج⚘️


حالة من فوضى انتابته وهو في أبهى صورة له، بمرارة تذكرها وافتر ثغره بابتسامة شاحبة، تنهد بعمق  كأنه يحمل بين كتفيه جلاميد صخور وجبال. نظر إلى البعيد حيث توجد صورة لها  معلقة على جدران غرفته  وهي تبتسم كأنها تحثه على الإسراع

حتى لا يفوت ليلة النصر، قهقه عاليا وكشخص مسه الجنون أخذ  في الصراخ..... لمَ كل هذا ؟ ولمَ أنتِ وأنا؟ سؤال ظل معلقا   لا مجيب له سوى  صمت رهيب  يخيم في الأرجاء وبعصبية

تنفس الصعداء والحزن بادٍ على محياه اتجه صوب باب غرفته وهرول مسرعا خارج بيته، بمغص ودموع في المآقي استقل سيارة أجرة لتقله إلى مسرح المدينة حيث كان الاتفاق وذاك  قبل أن تصله مكالمة من أفراد أسرتها تخبره أنها غادرت الحياة وإلى الأبد ....هاهي سيارة الأجرة تقف أمام البناية  ليترجل منها وعيناه تبحث في الفراغ عن وجه مألوف  لربما كان الخبر مجرد إشاعة وأكذوبة .وجوه غريبة ،ضحكات وموسيقى صاخبة  ،لقد بدأ حفل التتويج "الآن روايتي سيصفق لها الجميع كما أردت أنا وهي" هكذا فكر  وهو ينسل  وسط الحشود ويأخذ  مكانه  بين الصفوف ينتظر  أن يُنادى على اسمه ويقتنص لقب أديب  العصر.

الجميع مرتبك الجميع ينتظر  وكل العيون متجهة صوب مقدمة الحفل وهي تشكر الجميع  لتعلن  الفائز الأول والوحيد.

 بحماس كبير أخذ يصفق  ويهلل كالمجنون  ليتجمد من الحراك وهو يسمع صدى صوت يقول:"استعد سنحقق الأمل ونتوج معا" لقد كانت هذه مقولتها الشهيرة له اغرورقت عيناه بالدموع لقد كان حلما جميلا ما فتئ أن أصبح كابوسا مرعبا... 

تكرر صدى ذاك الصوت الخافت،  اهتز له  كيانه وانتابته قشعريرة في بدنه ؛تسمر واقفا يبحث عن مصدر الصوت وهو يردد "إنها هي...إنها هي....  "   وجال بنظره في القاعة عساه يراها ويتأكد من وجودها ... ولكن لا أحدَ يشبهها ...

عاد إلى مكانه ليجالس نفسه وينغمس في تفكيره العقيم في انتظار الإعلان عن النتيجة،تصفيقات تنتشله من أفكاره  ونسخة من روايته في يدي لجنة التحكيم، ترجل فرحا مبسوط الأسارير ليصعد إلى الخشبة وهو كله  فخر واعتزاز بنجاحه "لقد فزت حبيبتي وأنتِ معي في قلبي وجوارحي..... " ظل ما نبس به معلقا وهو يرى امرأة تتأبط ذراع رجل مبتسمة ضاحكة وهما يستلمان الجائزة واللقب....

جحظت عينيه من الدهشة وتسمر واقفا من الذهول بعدها وبهستيرية صرخ في الملأ :

مَن أنتِ يا سيدتي؟

 توارت تحت الثرى مثلك؟؟ 

وإني قد بكيتكِ وهجرت النساء بعدكِ

مَن أنتِ يا سيدتي؟؟

أصبحت  دونك شبحا وهيكلا

واعتراني الموت كلما تذكرتكِ

مَن أنتِ يا سيدتي؟

طفلتي بين يديكِ

فأنا لم أستلمها  لأهديها لكِ

تشدين على يدٍ ليست بيدي

وتحملان معا  شعلتي  وتعب أيامي

فسحقا لكِ يا امرأة

أحببتها ولم أتخيل هذه صورتكِ

تجرعت اليوم كأس سم

أنتما الاثنان ساقيه.


شقيقة النعمان  🇲🇦

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻