وسائد.. بقلم الشاعر. د. جميل أحمد شريقي.
وسائد
==========
ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا
=================
هي الدمعاتُ تشربُها الوسائد
وأطيبُها الدموعُ وأنتَ ساجِدْ
وكلُّ وسادةٍ تخفي حكايا
وكلُّ حكايةٍ فيها أوابد
فمنها المرتوي من دمعِ عينٍ
ومنها الصلدُ جباراً يعاندْ
ومنها صارَ كالمولودِ يُبكي
عيونَ الثاكلاتِ بلا فوائد
ومنها ما سأروي من حكايا
فقد تعطي دروساً أو تجالد
وسائدُنا صديقٌ كم يعاني
وكم يخفي لترتاحَ السواعد
____________
وسادةُ عاصٍ
____________
وسائدُنا تعاني من ضعيفٍ
يعاني من معاصيهِ الكثيرة
يضيعُ اليومَ في قصفٍ ولهوٍ
ويعبثُ بالتفاصيلِ الصغيرة
وما من طبعِهِ هذا ولكن
تقاليدُ الأكابرِ في العشيرة
وحينَ تهالُكِ الأغلاسِ يصحو
على أفعالِ عيشتِهِ المريرة
فيحتضنُ الوسادةَ ثمَّ يبكي
ويرجو العفوَ من ربِّ السريرة
ويبكي والدموعُ تريحُ قلباَ
بصدقٍ تعتريهِ القشعريرة
____________
وسادة الثكلى
_____________
وبعضُ وسادةٍ تحتلُّ حضناً
لثكلى رُوِّعَت فيمَن تحبُّ
صغيرٌ ماتَ في قصفٍ كفيفٍ
وكانَ ضحيةً للحلمِ تحبو
ترى أماً لهُ ثكلى كَبَوٍّ
تضمُّ وسادةً والصوتُ يخبو
لتنفجِرَ العيونُ بماءِ قلبٍ
بدا دمعاً على الخدينِ ينبو :
أيا ولدي. وتُختَصَرُ الحكايا
وترتجُّ المشاعرُ حينَ تربو
وما أدري لمن تشكو الثكالى
وللمظلومِ - حينَ الثكلِ- ربُّ
_____________
وسادةُ مشتاق
______________
و حينَ يغيبُ في الأحلاكِ شخصٌ
لهُ في القلبِ عرشٌ لا يجارى
وعندَ الشطِّ ودَّعَهُ فؤادٌ
أسالَ الدمعَ ما أبدى اعتذارا
وتاهَ على الدروبِ بلا رسولٍ
وتاهت كلُّ أخبارٍ تُدارى
ترامى في الوسائدِ دمعُ شوقٍ
وأناتُ الحنينِ من الحيارى
لعلَّ الدمعَ يشفي من سعيرٍ
غزا الأحشاءِ والأضلاعَ نارا
ويبقى في الوسادةِ سِرُّ باكٍ
وأقسى السرِّ ما تخفي العذارى
_________
وسائدُنا
__________
وسائدُنا هي الأحزانُ تُروى
ببحرِ الدمعِ ؛ ماللبحرِ شاطي
فمن شوقٍ إلى حزنٍ دفينٍ
إلى ذنبٍ تلاعبَ بالنِّياطِ
إلى ليلٍ بهِ سهرٌ طويلٌ
وسُهدٌ قد تلعثمَ يارتباطِ
هي الأوطانُ تخنقُها المآسي
وحزنٌ في الشآمِ وفي الرباطِ
ودمعُ العينِ لا يشفي غليلاً
وإن زادَ الوسائدَ باحتياطِ
وتبقى نعمةُ السلوانِ كنزاً
وصبرُ المرءِ من خيرِ التعاطي
======
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
تعليقات
إرسال تعليق