صرخة و دموع و أمل.. بقلم الشاعر.. كمال العرفاوي.
* صرخة و دموع و أمل*
صرختي في حلقي مكتومة
حُروفي مُعتصِمة مهمومة
حُزني بلغ مداه
غضبي وَصَل أقصاه
دموعي الحرّى محبوسة
في مآقِي مُقلتَيّ محروسة
لم تستطع فَكّ أسرِها
و إزالةَ القيودِ و كسرَها
كي تنطلق نحو الفضاء
مع نسائم الهواء
لتتبخّر في شكل غيمات
مُحمّلةٍ بماء الحياة
حُلمي أن أرى الرّياح
القويّة...
العاصفة...
الغاضبة...
الحالمة...
الهادئة...
تقودها نحو اليمن الحبيب
الذي فَقَدَ السّعادة
و أصبح كئيب(ا)
بعد أن أثخنته الجراح
و الحروب و المآسي و الأتراح
و نحو سوريا الجريحة
الّتي مازالت على الفراش طريحة
مُثخَنةً بالأحزان
و كثرةِ الجِدال
و آلامِ القِتال
و نحو ليبيا الحبيبة
الّتي دمّرتها الحرب
من الشّرق إلى الغرب
فصارت على أهلها غريبة
و نحو العراق الشّقيق
بلد الحضارة
و التاريخ العريق
الّذي يغطِس و يطفُو
في بحر هائج كالغريق
و نحو لبنان الحزين
إثر انفجار بيروت اللّعين
و نحو دولة السّودان
الّتي غاب عنها الأمان
بعد أن غرقت في مُستنقعٍ من الفِتَن
و التّقاتُل في القرى و المُدن
فتنهمر الدموع غزيرة
من السحب الكثيرة
دموعي ودموع اليتامى
والأرامل و الثكالى
فتُطفِئ نيران الحروب
و تغسل سَوادَ القلوب
و تُزيل الأحقاد الدّفينة
كي تعود الرّوابط المَتينة
وتسقي الأراضي المحروقة
لتُنبِت حُبّا و عطفا
و تآخِيا و وِئاما
و أمنا و سلاما
فينطفئ الغِلُّ في القلوب المكلومة
و يذهب الغمُّ عن النّفوس المهمومة
حينئذ تعود الحياة لحروفي و كلماتي
و تنطلق من حلقي صرختي المكتومة
مزغردة فرحة نشوانة
مُعلِنة انتصار الشعوب المحرومة
وعودة الحياة للنّفوس المظلومة
لتعيش في سِلم و سلام
وأمن و أمان...
بعد انقشاع السُّحُب و ذهاب الأحزان
و انتشار النّور بعد الظلام
كمال العرفاوي في 20/ 2023/05
تعليقات
إرسال تعليق