.... وجوه زائفة🌻



 الكاتبة المتألقة _ الشاعرة أ.شقيقة النعمان

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

⚘️وجوه زائفة ⚘️ح 4

بعدما وعدهما المفوض بالتحري في الأمر طلب منهما عنوان البيت ورقم الهاتف ليتمكن من الاتصال بهما حال معرفته بالمستجدات.

غادرا معا وركبا سيارة أجرة وصمت رهيب يخيم بينهما فحديثهما كان بالعيون  مخافة أن يسمعهما سائق سيارة الأجرة. وصلا إلى بيت استأجراه بعد عودتهما  من خارج المدينة وفور وصولهما انفجرا معا بالضحك " ههههه لقد تمت العملية بنجاح حبيبتي "  تسمرت مكانها وخيمت سحابة حزن على ملامحها ونبست بصوت خافت" أتظن أننا نجحنا فعلا ولا أحدا يستطيع معرفة الأمر؟"  "أينتابكِ شك في ذلك ههههه من سيعرف أن صديقه الذي استأجره للتخلص من زوجته  هو نفسه حبيب امرأته وأنهما خدعاه هو الآخر بقصة الموت والدفن؟" "فعلا كل ما تقول منطقيا،  ماعلينا إلا انتظار تفشي موته  " .

في صباح الغد  ولجت المنظفة البيت كعادتها واستغربت أن الستائر لازالت مسدلة  والمطبخ فارغ وهي التي تعودت أن تجده  في نفس الساعة يجهز فطوره قبل ذهابه إلى عمله المتواضع  "ربما لم ينم الليلة في بيته" هكذا فكرت وهي تفتح باب غرفته من أجل أن تنظفها اندهشت لوجوده  ممددا فوق السرير ونادت "سيدي.....سيدي،لقد أتيت للتنظيف ...لا مجيب نادت مرارا وتكرارا لتكتشف في الأخير أن  لا حراك فيه فاقتربت منه ومدت يدها تلمسه لتجده باردا كالصقيع صرخت مدوية ونزلت السلالم بسرعة البرق وتناولت هاتفها واتصلت بالشرطة  الذين حضروا لمعاينة المكان والقتيل.  ابتدأت بعدها عملية التحري والتقصي 

وأرسلوا  الجثة إلى التشريح ،بعدها تبين لهم أنه  أخذ جرعة زائدة من أدويته بصفته مريضا نفسيا وأغلقت القضية على أنها اِنتحار .أرادت مفوضية الشرطة أن تخبر أهله أو أحد أقاربه لكنه تبين أن المتوفي لا أحد له بعد اختفاء زوجته ووفاتها منذ مدة ليست بطويلة وهو يتصفح صور الملف أثار فضوله صورة المرأة

  "سبحان الله كأني أعرفها ..." أين؟.  أين ""آه تذكرت هي سيدة الصباح.... فعلا إنها هي..."

أخذ هاتفه واتصل بها يحثها على الإسراع بالقدوم إليه، وبعد نصف ساعة  أطلت عليه ورفيقها  "خيرا سيدي المفوض؟ هل هناك  مستجدات؟" نظر إليها مليا "هل تعرفينه؟" "لا سيدي ...وهل من المفروض أن أعرفه؟" خذي لكما صورة معا لقد وجد اليوم ميتا في منزله  " رحمه الله ولكن سيدي ما علاقتي به ؟ 

أتعرفين  قبلا قد أتاني هذا الشخص يبحث عن زوجته والتي خرجت لتبتاع له الدواء ولم تعد وهذا اليوم يصادف يوم حادثتك وفقدك للذاكرة...صمت.... نفس التاريخ  نفس الأوصاف  هذا يدعو لمزيد من الشك والارتياب" ارتبك داخلها وشحب وجهها  وبتلعثم أجابته"مممماذا تقققصد سسسيدي بالشششك والارتياب"  حملق فيها كأنه يراها لأول مرة "لا  تخافي سيدتي قصدت أنكِ ربما تكونين أنتِ" "أف خفت أن يُكتشف أمري"أسرت في نفسها ودموع الفرح على وجنتيها خالها المفوض دموع الحزن ..  "لا عليكِ ....ولا تحزني من الآن سأبحث في الموضوع وأعدك أني سأجد عائلتك" افتر ثغرها عن ابتسامة شاحبة وهي تشكره  قبل مغادرتها المخفر.

سارت ورفيقها في دروب المدينة و قصدا ملهى ليلي ليرتاحا فيه ويزيلا عناء يومهم المتعب والممل."وأخيرا سنجتمع معا وإلى الأبد ،بلا خوف أو رعب من أن يرانا أحدهم " رددتها فرحة وهي تمسك بيده الدافئة "نعم حبيبتي سنعيش في سلام وطمأنينة سيعود مالك إليك والذي استحوذ عليه في غيابك ومعه منزله الأثري والذي ورثه من جدته" ههههههه  سنبيعه كما اتفقنا بملايين الدولارات  لذاك الأجنبي ونسافر عبر العالم معا" لقد خططا فعلا لكل شيء وبأدق التفاصيل .

استمرا يستمتعان  ويجوبان المدينة  يدا في يد ينتظران خبرا من المفتش  لقد طال الأمر  وبدأ القلق ينتابهما وما من مرة يتصلان بالشرطة فيردان عليهما أنه لا جديد في المسألة.

وفي يوم ممطر شتوي اتصل المفوض يبلغهما أنه وجد عائلتها ويطلب منهما القدوم.. طرقت الباب بخفة ودخلا الغرفة "أخيرا تأكدتَ سيدي... إذن أنا زوجته؟ " "وهل رجعت ذاكرتكِ سيدتي؟" 

"لا سيدي مجرد صور تمر بذاكرتي ولا أعرف ما هي؟" قهقه المفتش عاليا مما زاد من إخافتها "لا عليكِ يا سيدة مثل هذه الأمور تقع ولقد سألت طبيبا في هذا فقال رجوع الذاكرة ليس له وقتا محددا  "وانحنى صوبها وبصوت خافت "هو مجرد سؤال شخصي وليس رسمي للطبيب" أخذت تحدق في وجهه علها تعرف من ملامحه سبب  اتصاله ....صمت....قطع حبل تحديقها صوت صاحبها وهو يسأل المفتش"سيدي لقد استدعيتنا على وجه السرعة ولم تقل للآن ماذا هناك وما الأخبار"

"صبرا صبرا عليكما الرجل المتوفي ليس زوجك" "كيف؟ "قالاها معا وبصراخ تعجب لهما المفوض "نعم قلت ليس هو ويوم حادثتك كان هناك شخص اختفت زوجته وبلغ عنها في أحد مخافر المدينة وبعد البحث والتحري اتضح أنها أنتِ" وبصوت مرتجف "ولكن سيدي لقد شاهدت يومها صورة لي معه فكيف لا أكون زوجته"  "آسف أيتها السيدة اتضح أن الصورة "فوتوشوب" وليست لكما  " أثناءها دخل رجل رث الثياب  مكفهر الوجه ذو ندبة على الخد ورائحة نتئة تفوح منه وصرخ" أخيرا وجدتك غاليتي كم اشتقت لك وعانقها..."أبعدته بعصبية  من أنتَ ؟أنا لا أعرفكَ"

أكيد غاليتي فأنتِ فاقدة ذاكرتكِ وأنا زوجك وحبيبكِ" 

وأخذها من يدها ووقع جميع الأوراق التي تثبت أنها زوجته  وودع المفوض ورفيقها اللذين ظلا في الغرفة يتحدثان وينهيان اتفاقهما بشيك بنكي " لا أعرف كيف دبرت أمر الرجل المهم شكرا أخي ساعدتني  فإني والله مللت منها، فكما فعلت بزوجها تفعله بي وللأسف لن أكسب أي شيء برفقتها  فحتى البيت الأثري الذي تتباهى به هو مجرد أكذوبة من المرحوم ....."

جرها خارج مخفر الشرطة وهو ممسك بيدها "لست زوجتك ل س ت ز و ج ت ك أتسمعني ذاكرتي رجعت " أخذت ترددها على مرأى الجميع "بلى أنتِ زوجتي  هههههه يا ناكرة الجميل وصفعها على خدها  وأحكم قبضتها وهي تصرخ عاليا "أنقذوني .... أنقذوني" فلا سامع أو منقذ لها .نقلها في سيارته من الطراز القديم  وهو يضحك بملء شِدقيه ويغني أغنية روك تنبعث من مذياع سيارته غير مبال لدموعها . .. وصلا منزله وترجل من السيارة وجرها داخله وهي تبكي وتترجاه  أن يعيدها  مكانها  "أف منك يا امرأة ثرثارة آلمني رأسي اسكتي " وصفعها مرات ومرات "أمي أين أنتِ لقد أتيتك بامرأة تخدمك كما وعدتك"  وبهستيرية جنونية أخذت تصرخ وتصرخ جرها من شعرها الكستنائي  وأنزلها السلالم ورمى بها داخل قبو المنزل  وكبلها مهددا إياها ..."من الآن ستكونين  امرأتي  وخادمة والدتي وستنسين من أنتِ ولن يعرف عن وجودك هنا أي شخص  وإن حاولت الهروب فمصيرك الموت  وغادر القبو وقهقهاته تسري معه وصراخ بكائها كتمه ظلمة المكان وخلائه.....

"يا ويلي ماذا فعلت ابتدأت بلعبة حبكتها جيدا  وانتهيت  بمصيدة وقعت فيها  فأنا في نظر القانون امرأة قد هُلكت من زمن ولن يعرف أحد  أخباري " هكذا حدثت نفسها باكية  قبل أن تسند جسمها إلى الأرض وترضى بمصيرها مرغمة لا طواعية منها.


النهاية

شقيقة النعمان 🇲🇦

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻