... وجوه زائفة🌻



  الكاتبة المتألقة_ الشاعرة أ. شقيقة النعمان

🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀

 ⚘️وجوه زائفة⚘️ 

وضعها هو وصاحبه في كيس قمامة  ومباشرة إلى صندوق سيارته  واتجها خارج المدينة ودفناها في غابة نائية عن الساكنة بعدها عادا أدراجهما وافترقا بعد أن وهبه بعض الآلاف من الدراهم وحثه على الهروب خارج المدينة ...  توارى صديقه عن الأنظار واتجه هو صوب الصيدلة القريبة من بيته لابتياع أدويته فهذا جزء من خطته وبصعوبة بالغة وبحة في الصوت سأل البائعة "سيدتي ألم تأتِكِ سيدة في مقتبل العمر ذو شعر كستنائي لشراء هذه الأدوية؟"  لا يا سيدي ..."غريب منذ ساعة وأنا أنتظرها لذا اضطررت أن آتي بنفسي وحالتي هكذا" "ربما سيدي ذهبت لمكان آخر" ربما.... كررها باستغراب واتجه ناحية بيته وأقفل الباب وجلس على الكرسي الهزاز ينتظر ......،وفي ساعة مبكرة ترجل من منزله وقصد مخفر شرطة المدينة  وبعدما أدخلوه غرفة المفوض  صرخ بهستيرية مفرطة "سيدي زوجتي مختفية من ليلة أمس ولا أدري أين هي"  بتمعن 


وخبرة رد المفوض وما "سبب خروجها ليلا تاركة إياك ؟ ولِمَ لَم ترافقها...؟

 ارتبك قليلا  لسؤال الشرطي وتنفس ببطء وأجابه" لابتياع الدواء لي فإني مرضت ليلة أمس " نظر إليه مليا فربما يبحث عن شيء في ملامحه " الآن شفيت عجبا وبهذه السرعة؟  أقسم لك سيدي أني مرضت وعند تأخرها وقلت ربما هي التقت في طريقها إحدى صديقاتها وكعادتها نست سبب خروجها  ذهبت أنا إلى الصيدلية  وإن لم تصدقني سيدي اسأل البائعة"  " ولِمَ لم تبلغ عن اختفائها أثناءها " والله سيدي فكرت في ذلك  ولكني ارتأيت الانتظار عساها تعود لكن الغياب طال وغفوت بعدما أخذت أدويتي حتى الصباح ،وقبل أن آتي إليكم طرقت جميع الأبواب سائلا عنها فلا أثر لها.." صمت خيم في الغرفة وكلاهما غرق في أفكاره ليقطع حبله مكالمة هاتفية توصل بها المفوض  ليركض مسرعا خارج الغرفة قائلا "آسف سيكمل معك أحد الزملاء  فمكالمتي  عن امرأة وجدوها في النواحي ربما تكون امرأتك" شحب وجهه وهو يردد ربما تكون هي.. ربما تكون هي".

 مرت ساعات الانتظار كأنها أيام وهو لازال في مخفر الشرطة يتساءل في نفسه" أفعلا هي من وجدوها وبهذه السرعة؟؟فكيف ذلك ؟ "ماذا قلت يارجل؟؟؟ " صوت المفوض انتشله من تفكيره العميق"لا سيدي كنت أفكر بصوت عال"تنفس الصعداء وهو يبلغه أن المرأة ليست زوجته بل الجثة لامرأة سبعينية في العمر.

 "اذهب لبيتك الآن ،لقد سجلنا كل المعلومات وأخذنا صورها ،إن احتجناك أو توصلنا بخبر سنبلغك" بترو واتزان خرج ملوحا بيده إلى المفوض ومعالم الأسى بادية عليه  وضحكات الفرح مكبوتة داخله.

اندس داخل بيته   ، أقفل النوافذ والباب بالمفتاح والمزلاج "لقد أصبحت حرا  وأصبحت غنيا ..."صرخ بها ضاحكا  وقافزا

مرت أيام وشهور وهو يعيش حياته عادية  كأنه لا ينقصه شيئا وحتى لا يكتشف أمره كان يهرول إلى مخفر الشرطة ويسأل عن زوجته المختفية وبلا جدوى لا جديد عنها .طال الأمر زمنا وهو في بذخ أموالها يعيش  وكل يوم وامرأة جديدة في حياته ناسيا تماما زوجته وتلاشت ملاحقته لقضية غيابها وسجلت في عداد الموتى.

ذات يوم  وفي سباته صوت بعيد يناديه باسمه  ليستفيق ولا يجد أحدا ،لقد كان حلما مزعجا تكرر مرارا ومرارا لدرجة تتهيأ له صورتها وملامحها في كل مكان. بعدها توالت المكالمات الهاتفية المجهولة  والتي  أقلقت راحته وسيرورة عمله ..وللإطمئنان اتصل بصديقه المارد فوجده خارج البلد واستبعد كونه الفاعل الذي يتربص به "  هههههه عجبا لكِ نفسي تتخيلين أشياء لا وجود لها " واستمر الحال على ذلك فترة من الزمن والمكالمات تتعاقب وهي تتراءى له في كل مكان.تأكد أن الأمر جديا وليس دعابة وبدأ ينتابه القلق  يوما بعد يوم ليصل إلى حالة هستيرية كبيرة  وأصبح  كالمجنون  يكلم نفسه  ويقطع طريق الناس كلما بدت له في زوايا الطرقات . على إثر كل هذا استشار طبيبا نفسيا ناوله أدوية الأعصاب والتهيؤات وفي يوم ومن شرفة منزله صرخ " من أنتِ ؟ ماذا تريدين مني فأنتِ ميتة؟ هيا اغربي عن ناظري"  وتكرر الأمر كثيرا مما  دعا به إلى تناول جرعة زائدة من الأدوية ظنا منه  أنها السبيل الوحيد الذي سيبعد عنه هواجسه  زمنا من الوقت وهو لا يدري أنه كان يومه الأخير في الحياة.أثناءها وفي الطرف الآخر  امرأة في مقتبل العمر ذات شعر كستنائي منسدل ورجل تستند عليه يطلبان  بصوت هادئ التحدث مع مفوض الشرطة ويدعيان أنها تعرضت لحادثة سير منذ زمن ،واستيقظت الآن من غيبوبتها  فاقدة  ذاكرتها وتطالب الشرطة  بالبحث عن أهلها  فربما لاحظ أحدهم غيابها وبلغهم عن ذلك.


يتبع

شقيقة النعمان 🇲🇦

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻