الكاتب.. عبده داود.. يكتب.. أحلام أنثى.

 أحلام أنثى

الحلقة 29  

فشل الخطوبة

 تابعت سحر :   بعدما خرج الجميع سليم، وأبونا ميشيل، وخرجت أختي وصهري، بقيت أنا وأمي ندردش، كيف ستكون حياة أمي مع حماتي، وكيف ستحافظ  كل واحدة منهما على استقلاليتها الخاصة، وهل ستعيشان سوية  في غرفة واحدة أو لكل منهما  غرفة خاصة، كما لو كانتا جارتين تقطنان  في دار واحدة...

وهل  لكل واحدة منهما مطبخ خاص،  وهل وهل، ...أمضينا أنا  وأمي  نصف الليل ونحن  نتحادث كيف ستتعايش أمي  مع أم سليم...

 وأخيرا قالت  أمي  تبدو لي الحياة المشتركة صعبة مهما حاولنا أنا وأم سليم أن نتعايش، أبدا ليست ممكنة...

أنا قلت : أعتقد أنه  من الأنسب  أن تبقي أنت هنا في هذا البيت، وأنا أسكن مع حماتي في دارها، ولو إنني أنا أشد منك تخوفا من الحياة المشتركة، ومهما كانت الحماة جيدة، لا بد أن  تقع  مشاكل بين الحماة وكنتها... ا

لا شك حياتي أنا وزوجي في بيت مستقل هو أهم أسباب سعادة البيت، لكن بوجود الحماة ستصبح الحياة صعبة وربما مستحيلة...لكن حاليا لايوجد  البديل أمامنا.

في الصباح، جاء سليم حاملا معه (مناقيش فطور) جبنة، وزيت وزعتر ومحمرة من الفرن  القريب وقال اشتهيت لكم الفطور الساخن مع قدح الشاي...

نهضت أنا إلى المطبخ لأحضر الشاي، لحق بي سليم وقال دعيني أساعدك يا أجمل الصبايا، يا ملكة الجمال... على فكرة سليم لا يعرف قصة انتخابي ملكة جمال في نادي القمة في الصين عندما كنت غارقة في حب لويس لدرجة الجنون...

ولم أرغب أن أريه الصور لأنني لا أريده أن يعرف شيئا عن حبي الذي كان قصة عشقي الملتهبة...

بعدما أنهينا وجبة الفطور، قال سليم  أنا  جئت كي أساعدك في إجراءات رخصة المدرسة. وقلت كم حبيبي شهمًا  وكم أسعدتني منه هذه المبادرة.

أوراق كثيرة كانت مطلوبة، ورخصة المدرسة لها شروط كثيرة.  وصرنا  أنا وسليم نركض من دائرة إلى دائرة ونحن في غاية السعادة...  وعندما  يكون  سليم  في رحلة كنت  أنتظره حتى يعود لنتابع سوية مشوار التراخيص، مضت أيام ونحن نخرج من الصباح حتى نهاية الدوام في الدولة نلاحق المعاملات...

وأخيرا وصلت المعاملة إلى معاينة المكان  طلبوا رخصة البناء وعقد الإيجار من صاحب الملك. 

الدار لا تزال باسم المرحوم والدي، وكان علينا إجراءات عمل  حصر إرث وكان واجب أن نوفيه أصولا ونسجل الدار باسمي واسم أختي...أو اسم أمي.

وهنا اِحتج سليم ، وقال الدار يجب أن تسجل باسمك واسمي مناصفة، ألسنا نحن شركاء؟

قلت نحن شركاء في مصاريف المدرسة مناصفة ونتقاسم أرباحها مناصفة، أما الدار لا دخل لها في الموضوع، وحاليا يجب أن ندفع لأمي إيجار الدار...وهذا يعتبر من مصاريف المدرسة...

قال: لا أنا لا أقبل بهذا الشرط، كل شيء يجب أن يكون مناصفة   بيني وبينك... هكذا تكون الشراكة منصفة. 

قلت ما رأيك نسأل محامي في هذا الشأن أو نسأل ابونا ميشيل في الأمر؟

قال : لا هذا ولا ذاك، شراكة النصف في البيت والمدرسة... غير ذلك أنا غير موافق...

رجعت إلى البيت، وغرقت في  الدموع...واعتبرت الأمر  مجرد ابتزاز رخيص.

 وعندما سألتني أمي عن سبب الدموع، أخبرتها قصتي التعيسة مع عريسي، ومطلبه المجحف.

أمي بكت معي، ثم قالت أختك ليست بحاجة إلى البيت ، ولا لغيره، هي الحمد لله في بحبوحة كبيرة. أنا سأحكي مع أختك حتى تفرغ حصتها لسليم...

وأنا لا أريد شيئا من هذه الدنيا، أنا مشتاقة لوالدك، وأنتظر أن يأخذني إليه في عالمه الدائم...

حضنت أمي وكنت أقبلها بحنان وأقول، أرجوك يا أمي لا تفكري في هذا الأمر، هذه أمور لا شأن لنا فيها، إنها تأتي عندما يطلبنا الله، ليس لنا أن نبت فيها...

أنا أخذت قراري  بالعودة إلى فرنسا وبعدها سأسحب أمي إلى هناك وقررت هجران سليم لأنني لن أبيع حياتي مع شخص حرامي، انتهازي، طفيلي...

 اتصلت مع هدى وسألتها متى تنوين الذهاب إلى فرنسا، وبأي شركة؟

  قالت بعد غد، تواصلت مع الشركة  ووجدت مكانا لي على ذات الطائرة... وأخبرت أختي بالتفاصيل التي جرت.

قالت أختي: لا بأس أنا أتنازل عن حصتي في البيت لسليم حتى تكملي مشوار الحياة معه...

قلت سليم انتهى من حياتي بدون رجعة، الحمد لله لقد ظهر على حقيقته قبل أن نبدأ مشوارنا معا...

أخبرت أبونا ميشيل بما جرى ... قال الحق معك يا ابنتي، لم أكن متصوراً بأن الجشع يخرب النفوس إلى هذه الدرجة...المال مصيبة لبني البشر، طوبى لمن لا يعبد ربين...الله والمال. 

قلت له أنا راجعة إلى فرنسا، 

قال: سأحملك رسالة إلى الأب جاك طالما أنتما صديقان.

 ركبت مع صهري وأختي إلى بيروت وطرنا إلى باريس...

في اليوم التالي ذهبت إلى شركة الطيران لأعود إلى وظيفتي، 

اِعتذر المدير وقال لقد تم تعيين شاب من سورية اسمه سليم كان طيارا على الخطوط الجوية السورية... 


الحلقات السابقة تجدونها في (مجموعة أحلام أنثى)

الرواية بقلم: عبده داود

إلى اللقاء في الحلقة  30



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻