الأستاذ.. سيد حميد عطاالله... يكتب... كلماتُ مرعوٍ.

 * كلماتُ مرعوٍ*


احي هنا بينَ الجروحِ نصيبي

يا صاحبي أوَلستَ أنتَ طبيبي


أنا مصلحٌ بعضَ الرتوشِ على يدٍ 

والدهرُ مجبولٌ على التّخريبِ


نظراتُها تلكَ العيونُ تسلسلت 

سهمًا أَصبتُ فلاتَ حين مصيبِ


فيدايَ أُجبلتا تجيبُ ولم تزل 

فتجولُ إذ تُخلي بذاكَ جيوبي


كرمٌ بدا كالسيئاتِ على يدي 

وبدا لما أعطيتُ مثلَ ذنوبِ


لم أستطع رصدَ الفقيرِ فأدمعي 

مثلُ الرداءِ تميلُ للمسلوبِ


يتساءلُ الدهرُ الطويلُ أما نرى

كم يحملُ المحتاجُ من تعذيبِ


فلهٌ الأماني ملقياتٌ في الثرى

وطموحُهُ قد حُطَّ بالمقلوبِ


الفقرُ يُرهبُ أهلَهُ فكأنَّهُ

ذئبٌ أخافَ الناسَ دونَ نيوبِ


الناسُ تبحثُ عن غنًى وسعادةٍ

في السلمِ تطلبُهُ وعندَ حروبِ


والناسُ ما فتئت ترومُ لحظوةٍ 

وتجدُّ في سعيٍّ ونيلِ نصيبِ


دخلَ الحرامُ بطونَها وتستَّرت 

نسيت عيونَ مصوِّرِ ورقيبِ


يا نفسُ ابقي هكذا لا تكشفي 

سترًا به بلوى الورى فتشيبي


أيدٍ لها نفسُ الدهاءِ وحيلةٍ

واللهِ إن تثقي بهنَّ تخيبي


يانفسُ دعكِ لا تُعيبي غيرَكِ

أمّا عيوبَكِ إن صَلحتِ فعيبي


فخذي  استقامتَكَ وعُدِّي نفسَكِ 

لا تنشري غيرَ الشذا والطيبِ


هيا اسمعي يا نفسُ نشجَ تأمّلي 

وتمعَّني لمَّا بكيتُ نحيبي


وتتبَّعي أثري فإنّي مغتدٍ

هيّا اغتدي في مشرقي وغروبي


لم أستطع سقيَ الفؤادِ برشفةٍ 

إذ كيفَ يُسقى بعد كسرِ الكوب


عَنَفَ الزمانُ وأبرزت عضلاتُهُ

فلحى ومال على الدمِّ المسكوبِ


لم نستطع درءَ الأهات ومنعِها 

إذ لم نكن نربى على أيوبِ


والحزنُ ينسجُ دمعةً عفويةً 

جاءت تُحاكي الدمع في يعقوبِ


إذ لا شذا في الوردِ بتنا نشتهي 

عبقًا يلاعبُ بهجةَ اليعسوبِ


أضحى على وردِ الاقاحي بلبلي 

يبكي فما لحنٌ له بطروبِ


هذا أنا وسط الأماني مرعوٍ

سأعينُ ماضي شوقيَ المصلوبِ


قلتُ اهدنا هذا الصراطَ وراعنا

يانفسُ فيه تجانسي أو ذوبي


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻