الأستاذة.. إلهام شعبان.. تكتب...لا أدري متى وكيف التقينا.

 لا أدري متى وكيف التقينا.... 

هل كان ذلك اللقاء في عالمنا الواقعي حين تكلمت العيون دون أن تتكلم الألسن... حين تصافحت القلوب دون أن تتصافح الأيدي... حين تلاقت الأرواح قبل أن تلتقي الأبدان... 

أم كان اللقاء منذ بداية الخليقة في عالم اللاوعي لم نتيقن له حينها إلا عندما التقينا...... 

حين التقيتك أيقنتُ أنك ذاك الطيف الساكن في أعماقي منذ نعومة أظافري.. وأن أرواحنا كانت تتلاقى كل يوم في منامها.. حتى في يقظتها كنت أبحث عنك في وجوه البشر، وأنا لا أعي عن ماذا أبحث؟؟!! 

ولكني كنت دوماً أبحث عن ذلك الجزء المفقود من روحي وقلبي.. عن تلك الروح الساكنة في روحي تعينني على العيش حتى ألقاها.. وأنا لا أدري ولا أعي غير عناء البحث...... 

كنتُ دائماً معي دون أن أعرفك... ظللتُ أبحثُ عن ذلك الحب المجرد من كل المعايير الدنيوية... 

فهل كانت تلك النظرة الأولى حباً؟؟؟؟  أم إنها ذلك ما يسمونه العشق!!!!! 

نعم...  إنه شعور أقوى وأروع من الحب... 

هل كان هذا اللقاء بداية ذلك العشق؟؟؟ 

أم أنه كان نهاية البُعد... حيثُ رُفعت فيه الأحجبة عن أعيننا حتى ننعم برؤية بعضنا البعض في عالمنا الواقعي هذا... 

لا يهم توصيف ذلك اللقاء الآن لأنه كان الأروع في حياتنا... لستُ أدري كيف توغل هذا العشق في قلبي إلى هذا الحد؟؟؟!!!  فهاهو قلبك تعرش بكل شرايينه وأوردته بين أضلعي كلما نبض بالحياة كُتب لي حياة جديدة... 

وهاهي إبتسامتك تسكن في عينيّ أرى بها حلو  الحياة فقط دون مُرها... 

وهاهو صوتك دائماً في أُذني يعزفُ أروع الألحان... 

أصبحتُ أُغار عليك حتى من هذا الزفير الخارج من صدرك في كل لحظة لأنه إختلط بأنفاسك وسكن في رئتيك لبعض الوقت داخل أضلعك..... 

وأنا أقاسي خارجها لوعة الحرمان.... 

أغاُر عليك حتى من هذا الشعر الكثيف الصغير الذي يغطي لحيتك لأنه أُنبِتَ وترعرع بين خلاياك وسُقِى بدمائك..... 

وأنا أرنو أن أسكن بداخلك دون أن أغادر أبداً.... 

أُغار عليك من كل شيء  حتى منك.... 

أصبحتُ أنت نور ظلامي الدامس... ملاذي الوحيد... عقابي وثوابي في نفس ذات الحين...... 

(أنت الثواب الأنيق في زمن الخطايا)…..

لستُ أدري ما ستخبئه لنا الأيام وما سيفاجئنا به القدر..... 

ولكن...  يكفي من هذا العمر أنك مررت به... 

فلا عِشتُ قبلك حياة.... ولا سأحيا بعدك يوماً.... 

سأكتفي بهذا اللقاء عن باقي الحياة.... 

سأكتفي بعشقك عن غيابك.... 

سأكتفي بذلك الطيف عن باقي البشر.... 

سأكتفي بك عنك.... 

حتى نلتقي مُجدداً...... نعم...  سنلتقي يوماً ما ولا نفترق أبداً... 

إليك قلبي وروحي حتى اللقاء....


الهام شعبان



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻