الأستاذ.. محمد الجندي.. يكتب...الوعي.

 الوعي


لا تقتصر قضية الوعي وغيابه على البسطاء وفقط.. بل تتخطاها إلى طبقة المثقفين، وربما كانت قضية الوعي بطبقة المثقفين أكثر وطأة منها لدى البسطاء، ذلك لأن البسطاء يدركون جيدا أنهم لا يملكون الثقافة والعلم الكافيين بينما المثقفين يظنون بأنفسهم ذلك، ببساطة تعتمد الفكرة على القناعة التامة بأنه كلما ازددنا علما كلما علمنا كم نحن جهلاء.


ويكفي انتشار فكرة واحدة بين المثقفين تدمر المجتمعات، كتلك التي مفادها أن ذهاب مسؤول غير كفء هو الحل الأمثل والأسرع، يظنون أن بذهابه يأتي الأكفأ بالضرورة، يغيب عن معظمهم فكرة أن الكفاءة لابد وأن يصاحبها القدرة على التطبيق، بل وربما غاب عنهم أن القدرة لا تقتصر على التطبيق المباشر بل تتخطاها إلى قدرة السيطرة على الجموع وخلق مناخ داعم للنجاح.


وبغياب ذلك المبدأ البسيط وبحسن نية ووعي زائف يسعى المثقفون لتغيير كل مسؤول ليس بكفء قبل ضمان أن يشغل مكانه الأكثر كفاءة، متناسين القاعدة الثانية والأهم، ربما كنت لا تحب مديرك ولكنك بكل تأكيد لن تحب مكانه فارغا أكثر من ذلك بكثير.


الكاتب والروائي محمد الجندي، بتاع كلام مش فاضي.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻