الأستاذ.. مصطفى الحاج حسين.. يكتب..المَنسيَّةُ.

 * المَنسيَّةُ.. *


         شعر : مصطفى الحاج حسين. 


صارت عجوزاً

ًيتعكّزُ

عطرُها  على ترهّلاتِ

أنفاسِها

أصابعُها ترتعشُ كأوراقِ الخريفِ

ونظراتُها لا تقوى على المسيرِ

ذَبُلَتِ الينابيعُ

في ساقيها 

تشرَّدَتْ أسنانُها عنها

كسا الغيمُ شعرَها

وبسمتَها تغضَّنَ بريقُها

وقامتُها مالتْ نحو الأرضٍ 

كلماتها منتوفةُ الأجنحةِ 

تتفرَّسُ بندوبِ وحدتٍها 

تتلفَّتُ نحو الجهاتِ 

تأمَلُ أنْ أُمسِكَ بيدِها 

ستعتذرُ عن عُمُرٍ أُرهِقَتْ 

دروبُهُ 

هي كالشّجرِ اليابسِ 

كالماءِ المسفوحِ على الرَّملِ 

كالنّارِ المُطفأةِ 

كانتْ تنضحُ بأحلامي 

تَتَزيَّنُ بعطشي 

تجرُّ خلفَها أسراباً مٍنَ السَّرابِ 

لم تأبَهْ لصليلِ قصائدي 

لثُغاءِ حنيني 

لبيادِرِ دمعي 

أقفلتْ سماءَ قلبِها 

عن أجنحةِ نبضي 

شيَّدتْ سَدَّاً من الصّمتِ 

رجمتْ قمري بالتّجاهلِ

أغلقتْ على شمسي بالسّوادِ

حطَّمَتْ عليائي 

بترتْ أمواجيَ 

كسَّرَتْ أفقي 

ظنَّت أنَّ حُبِّيَ إساءةٌ لكبريائٍها 

وقصائدي مجردُ كلامٍ لأحمقٍ 

اختارتْ أنْ تبقى منسيَّةً 

جلستْ في ركنِ الغباءِ 

تراقبُ عقاربَ الموتِ . 

      

            مصطفى الحاج حسين. 

                    إسطنبول



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻