الأستاذ... سيد حميد عطاالله طاهر.. يكتب...زمنٌ إرجواني.
زمنٌ إرجواني
العمرُ يمضي إذ صرفتُ نواعمَه
لم تبقَ إلا الباقياتُ الواجمَه
ريحٌ هناكَ من الجفاءِ تهزُّني
ورياحُ أخرى في بنائي عارمَه
نفسي استعدَّت للصلاحِ وإنَّها
في كلِّ وقتٍ إذ تراها النادمَه
وإذا استمالت للمعاصي برهةً
حتمًا أُلاقيها لذلكَ لائمَه
لا بل تنادي في الصلاةِ إلهَها
وبجوفِ ليلٍ والمحاربِ قائمَه
من قبلُ كانت في خِضمِّ مفاسدٍ
فهي التي كانت لذلكَ خادمَه
وعلى السرابِ تمدَّدت وتمطَّطت
كانت على كلِّ البوائقِ حالمَه
وهي التي أضحت تُجمِّعُ ما بدا
قبحًا فكانت في الأثامِ الآثمَه
ما بالُها تجري وتهرعُ في الأذى
وبه تُصرُّ وفي الجهالةِ هائمَه
خمسونَ عامًا في ظلامٍ دامسٍ
خمسون عامًا في الضلالةِ نائمَه
حطبٌ على كلِّ المفارقِ سطّرت
وبطيشِها قبسُ المعاصي ضارمَه
هذا ابنُ آدمَ ما يزال بجهلهِ
يُحصي ويَحسِبُ في الحياةِ مغانمَه
ويُعيبُ أيامَ الزمانِ ودهرَهُ
والدهرُ عدَّ كما الجميعُ مثالمَه
في مطلعِ السبعينَ يُصبحُ عالةً
حتى يُحضِّرَ للعيوبِ مراهمَه
والدهرُ ينخرُ جلدَهُ وعظامَهُ
ويبيدُ للحيِّ الكسيرِ قشاعمَه
والدهرُ ينفخُ في الرجاءِ بريحِه
لم يبقِ إلا في الديارِ هياثمَه
ليطيرَ من جوفِ الحياةِ بهاؤها
حتى يواري في ثراهُ مزاعمَه
ويقدُّ أغصانَ الربيعِ بجسمِهِ
ويحتُّ في الجذعِ النحيلِ براعمَه
فتُطمطمُ الأيامُ فوقَ جبينهِ
لتُزيدَ عتمًا أو تُزيدَ طماطمَه
وتعيشُ بين كلابِها وذئابِها
وتموتُ من عضِّ الوحوشِ اللاحمَه
أنا كلُّ شيءٍ عند ربِّي ثابتُ
فمسحتُ كي أرقى إليه سلالمَه
وقعدتُ أُحصي والفؤادُ يدلُّني
فجعلتُ أحسِبُ للإلهِ مكارمَه
فنشرتُ في قلبي توهِّجَ فيضِهِ
فطفقتُ ألثمُ في الفؤادِ مياسمَه
حتى جعلتُ من المتابِ طبيعتي
وجعلتُها مثلَ الجوارحِ لازمَه
وهرعتُ أستبقُ الفضائلَ خاشعًا
وأجدُّ كي أحي بذاك عزائمَه
وطفقتُ أقرأُ في الوجودِ سماتِهُ
فعكفتُ أجمعُ سفرَهُ ومعاجمَه
حتى سجدتُ على الحقيقة حينما
كشفَ الإلهُ إلى العبادِ تراجمَه
ولقد أتيتك راكبًا ما أرعوي
وغرستُ في أسفي هناكَ قوائمَه
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري
العراق
تعليقات
إرسال تعليق