الأستاذة.. ناريمان معتوق.. تكتب.... لن تمطر.
لن تمطر/ناريمان معتوق
الموت رحلة قاسية نُعذّب فيها بفراق من نحب
ومن كانوا لنا الروح
هنا أرواح غادرتنا على عجل
ليتنا كنا نعلم قرار وسبب الرحيل
قبل الفراق الأبدي
قبل أن تحلّق أرواحهم في سماء الحب وتختفي هناك
لتعلن لنا أنهم غادرونا على عجل
لكن هي رسالة السماء لنا أن كل من عليها فان
نحن هنا على هذه الأرض الطيبة
المعطرة برائحة الشهداء المشيدة بأيادي الأبطال
بحالة اختبار كمن يساق إلى قاعة الامتحان
تمتحننا الحياة بكل شيء
حتى بأعز الناس
ويصدر منا حينها ما هو أكبر من مسألة حسابية
نحاول أن تكون الإجابة....
أقرب إلى الواقع،
أقرب إلى الحياة،
وهي أقرب إلى الموت.....
حاولنا بكامل إرادتنا أن نتماسك
علّ الحياة تمنحنا فرصة جديدة
ومبادرة كي نعيش الواقع بأمانينا المعلقة
الهاربة من حلم الغد
آراءنا التي تكون في بعض الأحيان مجرد لغزٍ
نحاول لملمة بعضه وآثاره وخدوشه عن مرآة الواقع
نكسبها لذة الغموض في بعض الأحيان
وتكون لغزاً يحيّر العقول حيناً آخر
لنعرف بعدها أنّ ملامحنا ما زالت كما هي
رغم النظرة المختلفة والمغايرة للواقع
نهدأ ونتمسك بالأمل
نعزز ثقتنا من خلال تجاربنا القاسية
وأحلامنا الوردية التي تعلقنا بها لحظة هذيان أرواحنا تلك المتمردة والثائرة في بعض الأحيان
هنا الورود ذبلت لم تعد كما كانت ذات بهجة وعطر
مات فيها لون الحياة ،
بهتت كما قصة حب انتهت تلاشت
وهناك أسماء لم تعد تذكر
لم تدرج تحت اسم كتاب الواقع حكاية
وهناك أشخاص لم يعد لها وجود في حياتنا
وهم على قيد الحياة أموات
ماتت فيهم ملامح كنا قد أحببناها ذات يوم
ماتت فيهم
الضحكة،
والبسمة الحنونة،
والبراءة،
ماتت ملامحهم التي عرفناها في يوم من الأيام
باتت قاسية أكثر
باتت حكاياتهم تغرق ،تغرق ،تغرق،
وبات كل شيء حولهم ما هو إلا سحابة صيف
لن تمطر لن تمطر.....
(لن تمطر)
ناريمان معتوق/لبنان
25/10/2022
7:40م
تعليقات
إرسال تعليق