.....الولد البار🖤
الكاتبة_ لوقاف جميلة
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
الولد البار
في دروب هذه الحياة التي تعج بالتناقضات حيث أصبح المرء يفر من أخيه ، وأضحى كل واحد منهم له شأن يغنيه عن أمه وأبيه ، كانت هناك بذرة طيبة جذعها ثابت وأصلها في السماء رائحتها مسك وزعفران .
كان يأخذه كل يوم يجوب شوارع المدينة يبحث معه عن شيء يذكره بالماضي صور ، أشكال مرت في حياته هو لا يتذكر إلا عائشة زوجته التي رحلت عنه منذ شهور، فصورتها التي لم تستطع يد الزمان محوها من ذاكرته جعلته يبحث عنها في كل مكان ، ذلك الشاب الذي لم يتعد العشرين ربيعا لا يمل من التحدث إلى الشيخ ذو اللحية البيضاء والظهر المقوس وإعادة الكلام معه عن نفس الشيء مرات ومرات ، خياله الضيق يتركه حبيس تلك الهواجس التي تعتري ذاكرته .
قالوا له لا تتعب نفسك فهو لن يعرفك لأنه خياله الضائع في البحث عن الحقيقة بين أزقة الحياة والسماء لا يترك له مجالا للتفكير في من هم حوله ،ذاكرته لم تعد تحتمل المزيد من الأشكال
استمال للصمت واغرورقت عيناه وردّ قائلا : لا يهمني إن لم يتذكرني ... يكفي أنه يعرفني الآن، حتى إن محا الزمن صورتي في ذاكرته سأجدد رسم صورتي كل مرة بأشكال أخرى تناسب مخيلته إلى أن يفرقنا الموت . لن أمل من مداعبة مخيلته لأكون آخر صورة يراها أمامه.
لوقاف جميلة
تعليقات
إرسال تعليق