....ذكريات عتيقة🖤


 

الكاتب_ علاء العتابي_ يكتب

🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

ذكريات عتيقة……….


عِتيق للبيعَ .... عِتيق للبيعَ 


نستبدلُ أي شيءٍ ... نستبدل كل شيء. 

تُحفيات، فضيات ، كهربائيات ، سجاد

ولدي .. ولدي .. ولدي 

هُنا.. هُنا أنظر خلفك، أجل أمي أني أبصرك!

نعم أمي: هل يوجد عندكِ ما هو عتيقُ للبيعِ؟

أدخل يا ولدي،فعندي عتيق بالعمرِ ولكنه جديد الشكلِ

شكرًا أمي .

أشيائي تقبع في سردابي، سردابي سر حياتي 

السلم الذي على يسارك يأخذك إليها، أمًا الذي عن يمينك يأخذك إليها أيضا!

حيرتيني يا أمي, من أين انزل و أي سلم أسِلُك؟

دع قلبك يرشدك طريقك يا ولدي؛ فقلبي مازال يخيرني أيهما أحب إلي!

هل أنا ا في متحف برلين ؟ ام في محل بيع الأنتيكات  

هنا فضيات و هنا ذهبيات و هناك أيضًا ذهبيات وفضيات!

أمًا هناك كريستال و كهربائيات ، وهناك سجاد و تحف و شمعدان!

هل هذه بمغارة علي بابا ؟ أم جناح من قصر السلطان!

مِن أين سأبدأ ومِن أي جهةٍ أختار؟  

أمي، سأشتري تلك الثلاجه البيضاء؟

الثلاجةُ، الثلاجةُ لا، لا أبيعها فقد كان يروي ظَمِئي منها في صيف اللاهب ! 

من هو يا أمي الذي كان يروي ظمأك؟ زوجي توفاه الله منذُ سنين طويلة؛ فمازلت أعيش مع ذكرياته


إذا سأشتري ذاك التلفاز القديم الأسود والأبيض؟

كلا: كان يسهر معي الليالي ونشاهد اجمل المسلسلات والسهرات!

ولكن يا أمي أنا لا أستبدل الذكريات.

إذًا ماذا عن هذا الكرسي الجميل الهزاز؟

كلا: كان يجلس عليه وبيده اليمنى فنجان قهوته  وغيلون التبغ في فمه وهو يسرد لي الحكايات!

أمي ماذا  عن هذه الوسادة المطرزة بالعصافير الملونه على أغصان الأشجار و تلك المُلاَءَة البيضاء؟

كلا: كان ينام عليها واضع رأسي على كتفه واغفو معه وهو يداعب بأنامله حرير شعري المتطاير بنسيم ليالي الخريف!

إذن سأشتري هذه الملاعق الفضية وتلك والأطباق المطبوعة بصور الشخصيات؟

كلا:  كان يطبخ لي أشهى الأطباق ويعد لي شتى الوصفات ويطعمني بيديه الناعمتين أشهى وألذ الأطباق!


ألم أقل لك يا أمي لا أستبدل الذكريات.


علاء العتابي

الولايات المتحدة الاميركية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

.... مالي🖤

الأستاذ.. نعمه العزاوي.. يكتب...الحياة.

.....سوالف السلاف🌻