الأستاذ علاء العتابي.. يكتب..الزائر الكريم.
في ذكرى الهجرة النبوية
نكتب لأجله القصص
——————————————————————
الزائر الكريم.....
إنه حقًا لأمر غريب ما يحدث هذا اليوم! فهناك هاجسُ ما يملي علي ما أفعله ، وغالبًا ما يكبل ذراتي بقوة لا مجال لدحرها؛ قوة أطبقت الزمان بالمكان
طاقة تطغى على المكان تحيط بنا،ويذل لها كل شيء !
هاجسً ما يدفعني أن أسمح لأنثى العنكبوت أن تنسج حبائلها على حجراتي الملساء...
وأنا أيضًا، ذرات غباري لم ينثرها ريح رفيف هذه الحمامةِ!
هذه الناسجة كيف تنسج حبائلها على جدرانك وأنت عاجزة عن طردها؟
لا أمعن ذلك، فكل شيءٍ توقف عندي
ما يشغل بالي تلك الحشرات التي لا تلصق أطرافها مع صمغ حبائلها؛ وكأن صمغها أصبح ماءً
والأدهى من ذلك! ان زوجها لم يخف منها طيلة بقائهِ معها ولا يفارقها؛ حتى أنه يفك أسر بعض الحشرات العالقة وكأن كل شيءٍ يدور عكس ما صممت لها الحياة!
ماذا عنك أيها الأديم هل تحس بمثل ما أشعر اليوم؟
ذرات غباري لا يطيرها الريح، أبت تطايرًا حال رفرفة هذه الحمامةِ جناحيها نزولاً نحو عشها!
عجبت ما أغربك مِن آمر ،طيلة مكوثي هنا لم يمر علينا طائر بهذا الجمال والكمال!
أرضًنا قاحلةُ وملأى بالأفاعي والعقارب السامة
حتى أصبح مظهرنا خشنا طاردًا لكل شيءٍ لطيف!
انظري إلى عينيها كم هي جميلة كأنها ضوء البدر حال اكتماله!
نعم أيتها الصخرة الصماء إنه ليوم عجيب جدًا!
حبائل عنكبوت لطيفة و طائر جميل لا يخاف مِن وحشة الصحراءِ وظلمة الليلِ ولا من جوارح السماء؛ وكأن الصقور تحميها وتلك الأفاعي حجرت بجحورها ..
هل هي حمامةِ سلام؟
أم أنها علامة لشيء قادم!!
أرى رجلًا قادمًا نحونا نورًا فوق رأسه ...
كأن القمر يراقبه حيثما ذهب، والنجوم ترسم له مِن وهجها طريقًا يهتدي به، أمًا تلك الكواكب فتغير من نسق اصطفافها وتتخذ أشكالاً غريبة ؛ يبدو أنها ترسل له تحياتها.
مَن هذا الذي جاءنا منتصف الليل ، إنه لشيء فريد
لم نر هذا المشهد من قبل ، فقد حل الهدوء على منطقتنا
أيعقل هذا نورُ يسعى قبله، ونورً يدور حوله.
لا حجر ينطق، ولا ريح تصفر، ولا غبار يصعد.
كلأ صامت، كلأ يتأمل بهذا النور الساطع
الأشياء تذل نفسها تحت قدميه!
ها قد أقبل علينا، ها قد دنا منا!
هل تشمين هذا العبق؟ نعم شذا أريجها فواحة؛
كأنه يحمل قاروة عطر بمخبئه!.
ذرات ترابي تقبل قدميه، كأنها تحمله ، حتى ما بانت آثار قدميه
أمًا تشققات صخورِ ترتجف حين لامست كفيه ، حسبتها سيل ماءٍ شققت ستائري!
كل شيءٍ هدأ بطلته علينا، كل شيءٍ غدا سمحًا، كل شيءٍ بدأ يذوب ويسرح بخيال لا حدود له، كل شيءٍ بات مرهونًا لأمره!
إنه زائر كريم، نعم إنه زائر كريم .
إنه رسول الله محمد ص
—————————————————————
علاء العتابي
الولايات المتحدة الاميركية
تعليقات
إرسال تعليق