الأستاذة... شهناز حسين... تكتب ..غراب إبتلع القمر
غراب إبتلع القمر
==========
شهناز حسين
وقف الغراب على قمة ،
يطفو عن اللغو هناك
وعن الكلام المستطر .
ويسكن بسواده ،
كليل يفترش رياش الحلم
يزهو بالمدى المرشوش كالنجم
المثقل بالسهر ..
يشكو ويلعن الظلام ،
والغرور ،
ويضجر ..
ويغشى جفنيه النعاس ،
وحزن كمقيم في مكمن
خطر .
كأن السماء منعت عنه
الوميض والبرق ،
والمطر ..
وقال انتم الخراب ،
انتم الدمار ،
ومنكم الحذر ،
الحذر ..
انتم تلعنون سوادي
وبياضكم متلون ومرقط
كالافاعي يلفظن سمومهن
والنار ،و الشرر...
وكأن لألسنتهن رؤوس
السكاكين ،ومخارز
الابر ..
تكسر في النفس فرحا ،
حزنا ،
وأشياء أخر....
وفجأة تثائب الغراب ،
من يأسه وضجر
فاتحا فمه ،
والليل يدنو عند أطراف الكلام ،
على رؤوسهن مطر ينهمر
والغيم يجري مسرعا
كزورق صغير يسابق
إنسياب النهر ...
والنسيم جاءنا يداعب الأغصان
ويخربش الشجر ..
وفجأة أغمض الكون عينيه
والظلام أدركه والنجم ارتحل
ورحلة النهار ،وحكاية النور
إختصر
وعباءة من الأسئلة ،
فضفاضة ،شفافة
أجابها بالمختصر
هبت العيون تعدو خلف النور
كفراشات تاهت في خصل
الليل وسطور الشعر
وجاء الحسون مغردا
ما الخبر ؟!
إنه الغراب يبتلع القمر !!
ضحك الغراب مقهقها
وتوارى في ثنايا مبسمه
ضوء ونور أبهر
النظر ..
كأنه مشكاة عطر
وعلى أطراف ثوب الليل
ضياؤها انتشر
فبات في سحر
الكون والمجرة
بل البشر ..
كأنما شلال نور من فمه
إنهمر ..
لا تنعتوه بالخراب
ها هو غدا نهاركم
وضحك له القدر
"لا للتنمر والعنف بجميع أشكاله"
تعليقات
إرسال تعليق