الأستاذ.. كريم المفرجي.. يكتب..إلى الغائب الحاضر.
الى الغائب الحاضر
-----------
غيابٌ وسكينُ المروءةِ يقتلُه
حنينٌ وتأنيبُ الضميرِ يزلزلُه
ضياعٌ على مرآه ليس بوسعِهِ
ومن عسر ِ هذا الحالِ كفّاهُ تخذلُه
ومانفعُ أن يلقاهُ بعد ضياعهِ
يشدُّ بأزرِ الجودِ هَذياً ويفتلُه
يمدُّ خطى ذكراهُ في جوفِ فكرهِ
عساهُ سيلقى الآنَ فكراً ويَسألُه
إلى أين ؟!! والمجهولُ في عقرِ دارهِ
أفي غربةٍ جردا سيخضرُّ سنبلُه ؟!!!
إذا كان في أرضِ الفراتينِ سؤددٌ
فقلبٌ له بين الفراتينِ موئلُه
أتبكي ومايبكيكَ غيرُ مخافةٍ
عليهِ وقد أمسى حرامٌ يحلِّلُه
وماقبلهُ للشامِ نشجُ مرابعٍ
وما بعدهُ للشام ظِلٌّ يظلُّله
ستبكي مروجُ الياسمينِ وأيكةٌ
وتيجانُ زهرِ اللوز إلاّ قُرنفلُه
وها أنتَ من أثملتَ حزناً لفقدهِ
بكأسٍ يُدارُ الآن صبراً وتثملُه
ولو كنت تدري بالغيابِ لربّما
أبَحتَ له ماكان في الوصلِ أوَّلُه
فلا طللٌ حتى لتبكي دوارساً
ولا أملٌ حتى بلقيا تُؤملُّه
تخافُ على معناهُ من لغثةِ النوى
إذا جاء يحبو والبهيمُ يُؤصّلُه
علامَ وقد أنباك أنُّه راحلٌ
سَكَبتَ بجمرِ الغيظِ كأساً يُعَجِّلُه
إلى الغائبِ المجهولِ في أرضِ نينوى
إلى الحاضرِ المعلوم في القلبِ منزلُه
ستبدي لك الأيامُ ماكان خافياً
بأنّي وإن جارَ الزمانُ سأحمِلُه
كريم المفرجي / العراق
تعليقات
إرسال تعليق