الأستاذ... مايك سلمان.. يكتب.. دوام الحال من المحال.

 " دوام الحال من المحال "

بقلم: الكاتب مايك سلمان.

مثل معروف ودارج، كان مفعوله كبيراً في الماضي التليد، ولا زال تأثيره عميقاً في حاضرنا الوليد، وستبقى انعكاساته سارية حتى المستقبل القريب والبعيد. وهذا مثل يُضرب كثيراً وكلما دعت الحاجة، خاصة عند الشعور بالمعاناة من مسؤول يعاملك بعنجهية وفجاجة المُتَكَلِّف، ومن غطرسته ونظرته الفوقية وكبريائه الناشف، معتبراً نفسه الأعلى والأكرم والأشرف، وشتان بين قدراته وبين قدرات الآخرين فكل ما دونه فارغ أجوف. ومن المؤكد أن هذه تصرفات لا يمكن أن تصدر إلَّا عن إنسان مريض بداءٍ نفسيٍ اسمه "جنون العظمة " وهو داء يعاني منه كثير من المسؤولين فتجدهم يستخفون في الآخرين وبمشاركتهم في صنع القرار، ويصمُّون آذانهم عن أي مبادرة أو مداخلة أو نصح يساهم في التطور والإعمار. 

وعلى الرغم من أن بلوغ أي منصب "في الوضع الطبيعي" يحتاج إلى نشاط ومثابرة وخبرة ومجهود شاق، غير أن الحفاظ عليه والثبات فيه يحتاج إلى جهد أكبر خلّاق، وإلى أمانة وإخلاص في الخدمة والعمل وتشجيع روح العمل كفريق، واستفادة من تجارب الماضي وخبرات الحاضر واسعة الآفاق، ونوايا صادقة في إرخاء العنان بهدف الانطلاق. 

أقولها بجرأة دون خجل وتردد أو وَجل، أن من يسعى ليكون كبيراً عليه أن يكون خادماً أميناً للكبير والصغير، وأن يتحلى بصفات التواضع والحكمة والسؤدد، شأنه شأن كل مجتهد معني بوضع قدمه على أول الطريق في كسب احترام الناس ومحبتهم وتأييدهم المتجدد، وأن يأخذ بعين الاعتبار المثل الذي جاء فيه: " لو دام المنصب لغيري لما وصلت أنا اليه" .

وبالمختصر المفيد، يجب على المسؤول أن يحترم المكانة التي وصل اليها من خلال تواضعه وتعاونه الأكيد، فإن الكبرياء والجاه والمال والمناصب جميعها مهددة بأن تذهب أدراج الرياح في كل لحظة، خاصة إذا هبَّ اعصار التغيير الشديد، عندها قد يكسرون على فراقه "ألف جرَّة وجرَّة"، ولن يحميه من شماتة الناس واغتباطهم برحيله بالأهازيج والزغاريد، سوى رصيده من المحبة والتعاطف والاحترام والنهج السديد. 

وفي الختام، نصيحتي لك أبعثها ومن حقك أن تَتَّعظ أو ترفضها، فأنت وحدك من يتحمل عواقبها، وصدق المثل حين قال: "ما طار طير وارتفع ألا كما طار وقع".



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر.. محمد دومو.. يكتب... لن يراها قلبي.

....لحظة استيعاب🌻